عنوان الكتاب: مجموعة الأزهار لحفظ الأحاديث والآثار

وذكر عن سليمان الداراني قال: إذا رأيتَ الرجلَ ينام عند الحديث فاعلمْ أنّه لا يشتهيه، فإن كان يشتهيه طار نعاسُه[1].

ومن المشهور: أن مَن حفظ حجةٌ على مَن لم يحفظْ.

وقال الأصمعي: كل علم لا يدخل معي الحمام فليس بعلم[2].

هذا وإنَّ مِن الأمور المهمّة للعالم وطالب العلم إتقانَ حفظِ القرآن والحديث، وحفظ متنٍ في كل علم حتى يستطيع استحضارَ الحكم في أيّ وقت. وحفظ الحديث له أهمّيّة خاصة فقد ورد في الحديث: ((مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ أَمْرِ دِينِهَا بَعَثَهُ اللهُ تَعَالَى فَقِيهًا وَكُنْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَافِعًا وَشَهِيدًا))[3].

حفظ الحديث عند الصحابة

وإنّ حفظَ الحديث قد تَوفَّر لدى الصحابة رضوان الله عليهم بأقوى ما يكون، وكان جماعة من الصحابة على إحاطة بجملة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ضاعفَ أثرَ هذا الدافع في نفوسهم تحريضُه صلى الله عليه وسلم إيّاهم على حفظ حديثه وأدائِه إلى الناس في أحاديث كثيرة تدل على عنايته صلى الله عليه وسلم بذلك، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالنضرة لمن أتقن حفظ الحديث وبلّغه كما سمعه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نَضَّرَ


 

 



[1] أدب الإملاء والاستملاء، صـ١٤٢.

[2] الجامع لأخلاق الراوي، صـ٤٥٠.

[3] "شعب الإيمان" للبيهقي، ٢/٢٧٠، الحديث:١٧٢٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

138