اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ))[1].
وبذلك أصبح حفظ الحديث واجبا؛ لكي يخرج المسلم من مسؤوليّة التبليغ الذي أمر به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فعلى طالب العلم أن يحرص على حفظ الحديث، وكانت الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين يحرصون على حفظ الحديث واتقانه، كما روي عن أَبِي هُرَيْرَةَ: ((قَالَ قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْسَاهُ قَالَ ابْسُطْ رِدَاءَكَ فَبَسَطْتُهُ قَالَ فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ ضُمَّهُ فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ))[2].
قال الإمام الحاكم: فإنّ كلّ مَن طلب حفظ الحديث من أول الإسلام وإلى عصرنا هذا فإنهم من أتباعه وشيعته، إنّ هو أولهم وأحقّهم باسم الحفظ[3].
وكان دأب السلف الصالح أن يهتمّوا بحفظ الحديث ويشجّعون عليه، كان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يقول: مذاكرة الحديث أفضل من قراءة القرآن. وهذا كما قال الإمام الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة؛ لأن قراءة القرآن نافلة، وحفظ الحديث فرض كفاية. وأخرج عن سفيان الثوري قال: لا أعلم شيئا من الأعمال أفضل من طلب الحديث لمن حَسُنت فيه نيتُه[4].