فقالوا: ما أضحكك يا رسول الله ﷺ؟
فقال: «إنَّ العَبْدَ إِذَا دَعَا بِوَضُوءٍ فَغَسَلَ وَجْهَه، حَطَّ اللهُ عَنْهُ كُلَّ خَطِيْئَةٍ أَصَابَهَا بِوَجْهِهِ، فَإِذَا غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ كَانَ كَذَلِكَ، وَإِنْ مَسَحَ بِرَأْسِهِ كَانَ كَذَلِكَ، وَإِذَا طَهَّرَ قَدَمَيهِ كَانَ كَذَلِكَ»[1].
أيها الإخوة الأعزاء! يُستفاد ممَّا ذُكِرَ أنَّ الصَّحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين كانوا يطبِّقون جميعَ سُنَنِ الحبيب المصطفى ﷺ لشدَّة حبِّهم له ﷺ.
كما يُستفادُ منه أنّه تخرج الخطايا بسبب المضمضةِ من فمه، وبالاستنشاقِ من خَيشُومه، وبغَسْلِ الوجه من جميع وجهه مع طَرَفي عينيه، وبغَسْلِ اليدين من يديه وتحت أظفارهما، وبمَسْحِ الرَّأس والأُذُنين من رأسه وأُذُنيه، وبغَسْلِ الرِجْلَين من رِجْلَيه وتحت أظفارهما.
نَقَلَ سيِّدنا الشَّيخ الإمام عبد الوهَّاب الشَّعراني رَحِمَه الله تعالى قِصَّةً عظيمةً، يقول فيها: بلغنا أنَّ الإمام أبا حنيفة رحمه الله تعالى دخل مَطْهِرة جامع الكُوفة فرأى شابًّا يتوضَّأ فنظر في الماء المتقاطر