جامدين لا يفكرون إلّا بأنفسهم فهم كالأشواك، لا يبالون بهُموم الآخرين سواء كانوا في زمن الأوبئة أو غيرها، والجمُود في التعامل مع الناس غيرُ محمود في الإسلام، بل الإسلامُ يؤكد على التعاون والتعاضد والتراحم بين البعض، وقد وردَ في الحديث القدسي: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ رَحْمَتِي فَارْحَمُوا خَلْقِي» [1] .
وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» [2] .
وديننا يدعونا إلى التراحم، فَمَنْ لا يرحم النَّاسَ لا يرحمه اللهُ تعالى كما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ» [3] .
ولا تَنسوا أنَّ مَنْ يرحمُ الخلقَ ينظر اللهُ تعالى إليه بنظر الرحمة كما ورد في الحديث الشريف: عن سيدنا أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا
[1] مكارم الأخلاق، للطبراني، باب فضل الرحمة ورقة القلب، ١/٣٢٦، (٤١).
[2] صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب قول النبي يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه، ١/٤٣٤، (١٢٨٤).
[3] صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، ١/١٠٠، (٥٩٩٦)، و"صحيح مسلم"، كتاب الفضائل، باب رحمة الصبيان والعيال وتواضعه، صـ٩٧٥، (٢٣١٨).