عنوان الكتاب: فيروس كورونا

(٢) يُروى عن سيدنا علي رضي الله عنه: «لَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا خَصَّ أَخَاهُ النَّصِيحَةَ، فَإِذَا حَالَ عَنْ ذَلِكَ سُلِبَ التَّوْفِيقَ» [1] .

(٣) قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» [2] .

قال العلامة الملا علي القاري رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث الشريف: «الدين نصيحة لِلَّهِ» أَيْ: بِالإِيمَانِ وَصِحَّةِ الاعْتِقَادِ فِي وَحْدَانِيَّتِهِ، وَتَرْكِ الإِلْحَادِ فِي صِفَاتِهِ، وَإِخْلاصِ النِّيَّةِ فِي عِبَادَتِهِ، وَبَذْلِ الطَّاقَةِ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ، وَالاعْتِرَافِ بِنِعْمَتِهِ وَالشُّكْرِ لَهُ عَلَيْهَا، وَمُوَالاةِ مَنْ أَطَاعَهُ، وَمُعَادَاةِ مَنْ عَصَاهُ.

«وَلِكِتَابِهِ» أَيْ: وَالنَّصِيحَةُ لِكِتَابِهِ بِالإِيمَانِ بِهِ، وَبِأَنَّهُ كَلامُ اللهِ وَوَحْيُهُ وَتَنْزِيلُهُ لا يَقْدِرُ عَلَى مِثْلِهِ أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ، وَإِقَامَةُ حُرُوفِهِ فِي التِّلاوَةِ، وَالتَّصْدِيقُ بِوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ وَالاعْتِبَارُ بِمَوَاعِظِهِ، وَالتَّفَكُّرُ فِي عَجَائِبِهِ، وَالْعَمَلُ بِمُحْكَمِهِ، وَالتَّسْلِيمُ بِمُتَشَابِهِهِ.


 

 



([1]) "الفردوس بمأثور الخطاب"، باب اللام ألف، ٢/٤٢٩، (٧٧٢٢).

([2]) "صحيح مسلم"، كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة، صـ٥١، (٩٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

94