عنوان الكتاب: دروس البلاغة

كقولك: ½أعليّ مسافر أم خالد؟¼ تعتقد أنّ السفر حصل من أحدهما، ولكن تطلب تعيينه، ولذا يجاب بالتعيين، فيقال: ½عليّ¼ مثلاً، والتصديق هو إدراك النسبة، نحو: ½أسافر عليّ¼؟ تستفهم عن حصول السفر وعدمه، ولذا يجاب بـ½نعم¼ أو ½لا¼.

والمسئول عنه في التصوّر ما يلي الهمزة، ويكون له معادل يذكر بعد ½أم¼، وتسمّى ½متّصلة¼؛

بُعَيْدَ هذا بإدراك النسبة، وأراد بالنسبة هناك النسبةَ التامّة الخبريّة، فلا بدّ أن يكون المراد بالمفرد هاهنا مقابلَ هذه النسبة كقولك: ½أعليّ مسافر أم خالد؟¼ تعتقد قبل السؤال أنّ السفر قد حصل من أحدهما من غير تعيين مسافر ولكن لم تعلم المحكوم عليه بهذا الحكم على وجه التفصيل والتعيين، فتقصد علمه بهذا الوجه وتطلب تعيينه فيكون المطلوب بالسؤال هو تصوّر المحكوم عليه بهذا الوجه، لا التصديق محصوله قبل السؤال ولذا يجاب بالتعيين، فيقال: ½عليّ¼ مثلاً فحينئذ يحصل لك تصوّر المحكوم عليه بخصوصه بأنّه عليّ والتصديق هو إدراك النسبة، نحو: ½أسافر عليّ؟¼ تستفهم عن حصول السفر وعدمه وتطلب التصديق بأنّ حصوله معنى متحقّق في الواقع أو لا ولذا يجاب بـ½نعم¼ أو ½لا¼ فيحصل لك التصديق بوقوع تلك النسبة أو لا وقوعها والمسئول عنه في التصوّر ما يلي الهمزة من المسند إليه، أو المسند، أو شيء من متعلّقاتهما ويكون له معادل يذكر بعد ½أم¼، وتسمّى ½متصلة¼ أي: حقّه أن تردف فيه الهمزة بـ½أم¼ المتّصلة؛ لتدلّ على أنّ الاستفهام لتعيين أحد المفردَين المتّصل أحدهما بالهمزة والآخر بـ½أم¼ مع حصول أصل التصديق


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239