عنوان الكتاب: دروس البلاغة

٧ و½كيف¼ يطلب بها تعيين الحال، نحو: ½كيف أنت¼؟

٨ و½أين¼ يطلب بها تعيين المكان، نحو: ½أين تذهب¼؟

٩ و½أنّى¼ تكون بمعنى ½كيف¼، نحو: ﴿ أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ﴾ [البقرة: ٢٥٩]، وبمعنى ½مِن أين¼، نحو: ﴿ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ﴾ [آل عمران: ٣٧]، وبمعنى ½متى¼، نحو: ½زر اَ نَّى شئت¼.

٧ و½كيف¼ يطلب بها تعيين الحال أي: الصفة التي عليها الشيء كالصحّة والمرض والركوب والمشي نحو: ½كيف أنت؟¼ أي: على أيّ حال من الصحّة والمرض أنت، ونحو: ½كيف جئت¼، أي: راكباً أو ماشياً ٨ و½أين¼ يطلب بها تعيين المكان، نحو: ½أين تذهب؟¼ والجواب: ½إلى المسجد¼ وشبهه ٩ و½أنّى¼ تكون لها استعمالات سواء كانت حقيقة في جمعها، أو حقيقة في البعض، ومجازاً في البعض: أحدها: أن تكون بمعنى ½كيف¼ ولكن يجب حينئذ أن يكون بعدها فعل بخلاف ½كيف¼؛ فإنّ إيلاء الفعل بها غير واجب نحو: ﴿ أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ أي: ½كيف يحيي¼ بمعنى: ½على أيّ حال وصفة يحيي¼، وهذا على سبيل الاعتراف بالعجز عن معرفة كيفيّة الإحياء والاستعظام لقدرة المحيّ، ولا يقال: ½أنّى زيد؟¼ بمعنى: ½كيف هو؟¼ بموالاة الاسم إيّاها، ويقال: ½كيف زيد؟¼، وثانيها: أن تكون بمعنى ½مِن أين¼ فتكون في تلك الحالة متضمّنة لمعنى الاسم والحرف معاً، وهما الظرفيّة والابتدائيّة، وهذه لا يجب أن يكون بعدها فعل نحو قوله تعالى حكاية عن زكريّا عليه السلام: ﴿يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ أي: من أين لكِ هذا الرزق الذي لايشبه أرزاق الدنيا؟! وهو آتٍ في غير حينه والأبواب مغلّقة عليكِ، لا سبيل للداخل به إليكِ، وثالثها أن تكون بمعنى ½متى¼ وحينئذ أيضاً يليها الفعل نحو: ½زر أنَّى شئت¼ أي: ½متى


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239