وإنْ نَزَلوا ثمّ الرابع وإنْ بَعُدوا، ورَوَى أبو يوسف والحسَن بن زِيَاد عن أبي حنيفة وابن سَماعة عن محمّد بن الحسن عن أبي حنيفة رحهم الله تعالى أنّ أقرب الأصْناف الصِنْف الأوّل ثمّ الثانِيْ ثمّ الثالث ثمّ الرابع كترتيب العَصَبات وهو المأخوذ به، وعندهما الصِنْف الثالث مُقدَّم على الجَدِّ أبِ الأمّ لأنّ عندهما كُلّ واحد منهم أَوْلى مِن فَرْعه وفَرْعُه وإنْ سَفَل أَوْلى مِن أصله.
أولاد الأخوات وبَنات الإخْوة وبنو الإخْوة لأمّ (وإنْ نَزَلوا ثُمّ) أقربهم هو الصِنْف (الرابع) أي: عمومة الميِّت وخُؤولته (وإنْ بَعُدوا) وتابعه في ذلك عيسى بن أبّان عن محمّد عن أبي حنيفة (ورَوَى أبو يوسف والحسَنُ بن زِيَاد) وهو قاضي الكوفة تلميذ الإمام الأعظم (عن) الإمام (أبي حنيفة) الكوفيّ (و) رَوَى محمّدُ (ابن سَماعة) وهو من كبار أصحاب الصاحِبَين، كان قاضياً ببغداد زمن مامون الرشيد، يصلّى في كلّ يوم مائتَي ركعة (عن) محرِّر المذهب الحنَفيّ (محمّد بن الحسن) الشيبانيّ (عن أبي حنيفة رحهم الله تعالى أنّ أقرب الأصْناف) إلى الميِّت وأقدمهم في ميراثه هو (الصِنْف الأوّل) وإن سَفَلوا (ثُمّ) الصَنْف (الثانِيْ) وإن عَلَوا (ثُمّ) الصِنْف (الثالث) وإن نَزَلوا (ثُمّ) الصِنْف (الرابع) وإن بَعُدوا (كترتيب العَصَبات) فإنه يُقدَّم منهم الابن ثمّ الأب ثمّ الإخْوة ثمّ الأعْمام (وهو الْمأخوذ به) للفتوى (وعندهما) أي: وعند أبي يوسف ومحمّد رحمهما الله تعالى (الصِنْف الثالث) أي: أولاد الأخَوات وبَنات الإخْوة وبنو الإخْوَة لأمٍّ (مُقدَّم) على الصِنْف الثانيْ أي: (على الْجَدِّ أبِ الأمّ) عطف بيان للجدّ وفيه احتراز عن الجدِّ أبِ الأب فإنه ليس من ذوي الأرحام، وإنّما كان الصِنْف الثالث عندهما مقدَّماً على الجدّ (لأنّ عندهما كُلّ واحد منهم) أي: من الصنف الثالث (أَوْلى مِن فَرْعه) أي: من فرع كلّ واحد منهم فإنّ ابن الاخت أولى من ابن ابن الأخت، والأصلُ أن يكون الأصل أولى من فرعه فالصِنْف الثالث على هذا الأصل (وفَرْعُه) أي: وفرع الصِنْف الثانيْ (وإنْ سَفَل أَوْلى مِن أصله) أي: من الصِنْف الثانيْ فإنّ أمّ أمّ الأمّ التي هي فرعٌ للجدّ الفاسد وهو أبُ أمّ أمّ الأمّ وللجدّة الفاسدة وهي أمُّ أب أمّ أمّ