مستديرة، واختلاف ألوانها بسبب اختلاف ضوء النير وألوان الغمام المختلفة. وأما الهالة فأيضاً إنما تحدث من ارتسام ضوء النير في أجزاء رشية مستديرة، وأما الشهب فسببها أن الدخان إذا بلغ حيّز النار وكان لطيفاً، اشتعل فيه النار فانقلب إلى النارية ويلتهب بسرعة حتى يري كالمنطفئ. وأما الزلزلة وانفجار العيون، فاعلم أن البخار إذا احتبس في الأرض يميل إلى جهة ويتبرّد بها، فينقلب مياها مختلطة بأجزاء بخارية إذا قل، فإذا كثر بحيث لا يسعه الأرض أوجب انشقاق الأرض وانفجر منها العيون، وإذا غلظ البخار بحيث لا ينفذ في مجاري الأرض اجتمع ولم يمكنه النفوذ فزلزلت الأرض.
فصل في المعادن
الأبخرة والأدخنة المحتبسة في الأرض إذا لم تكن كثيرة، اختلطت على ضروب من الاختلاطات المختلفة في الكم والكيف، فتُكَوَّنُ منها الأجسامُ المعدنيّةٌ، فإن غلب البخار على الدخان يتولد اليشم والبلور والزئبق والزرنيخ والرصاص وغيرها من الجواهر المشفة، وإن غلب الدخان يتولد الملح والزاج والكبريت والنوشادر، ثم من اختلاط بعض هذه مع بعض تولدت الأجسام الأرضيّة.
فصل في النبات
وله قوة عديمة الشعور تصدر عنها حركات النبات في الأقطار وأفعال مختلفة بآلات مختلفة، وتسمى نفساً نباتية، وهي كمال أول لجسم طبعي آلي من جهة ما يتولد ويزيد ويغتذي فقط، فلها قوة غاذية، وهي القوة التي تحيل جسماً آخر إلى مشاكلة الجسم الذي هي فيه، فتلصق به بدل ما تحلل عنه بالحرارة، ولها قوة نامية، وهي التي تزيد في الجسم الذي هي فيه زيادة في أقطار طولاً وعرضاً وعُمُقاً إلى أن يبلغ كمال النشوء على تناسب طبعي، ولها قوة مولدة، وهي التي تأخذ من الجسم الذي هي فيه جزءاً، وتجعله مادّة ومبدأ لمثله، والغاذية تجذب الغذاء وتمسكه وتهضمه وتدفع ثفله، فلها خوادم أربع: قوة جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة للثقل، والنامية تقف من الفعل أوّلاً، وتبقي الغاذية تفعل إلى أن تعجز فيعرض الموت.
فصل في الحيوان
وهو مختصّ بالنفس الحيوانية، وهي كمال أول لجسم طبعي آلي من جهة ما تدرك الجزئيات