[1] هو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني بالولاء، الحنفي، فقيه، مجتهد، محدّث، قدم أبوه العراق فولد بـ٠واسط٠ ١٣٢ﻫ وقيل: ١٣١ﻫ، وفي رواية ١٣٥ﻫ، ونشأ بـ٠الكوفة٠ فسمع من أبي حنيفة ومسعر والثوري وعمر بن ذرّ ومالك بن مغول وأخذ عنه الشافعي، وولاّه الرشيد قضاء الرقة ثمّ عزله.

كان محمد رحمه الله ورعاً تقيّاً زاهداً في الدنيا مقبلاً على العلم فكان يقول لأهله: لا تسألوني حاجةً من حاجات الدنيا فتشغلوا قلبي، وخذوا ما شئتم من مالي، فإنّه أقلّ لهمّي وأفزع لقلبي، وأثنى عليه الشافعي فقال: ما رأيت حبراً سميناً مثله، ولا رأيت أخفّ روحاً منه ولا أفصح منه، كنت إذا سمعته يقرأ القرآن كأنّما ينزل القرآن بلغته، وقال أيضاً: ما رأيت أعقل منه، كان يملأ العين والقلب.

وقال إبراهيم الحربي: قلت للإمام أحمد بن حنبل: من أين لك هذه المسائل الدقاق؟ قال: من كتب محمد بن الحسن رحمه الله تعالى، (ت١٨٩ﻫ)، وكانت وفاته مع العَلم اللغويّ الشهير الكسائي في يوم واحد، فقال الرشيد: دفن اليوم الفقه واللغة جميعاً.

ومن تصانيفه الكثيرة: ٠الأصل٠ في الفروع وهو ٠المبسوط، و٠الجامع الكبير٠، و٠الجامع الصغير٠ وكلاهما في الفروع الفقه الحنفي، و٠الاحتجاج على مالك٠، و٠الاكتساب في الرزق المستطاب٠، و٠الشروط٠، و٠السير الكبير٠، و٠كتاب الآثار٠ و٠كتاب الحجّة على أهل المدينة٠.

(٠كشف الظنون٠، ١/١٠٧، ٠معجم المؤلّفين٠، ٣/٢٢٩، ٠سير أعلام النبلاء٠، ٨/٨٢-٨٣).