أقول: فرق التعبير[1] لا يكون خلافاً حتى يوفّق، وبالجملة فتوهّمُ المقابلة بينهما أعجب، وأعجب[2] منه أنّ العلاّمة ش تنبّه له في صدر الكتاب[3] ثمّ وقع فيه في كتاب القضاء[4]!، فسبحان مَن لا ينسى.
وثالثاً[5]: كذلك لا يقابله ما في جامع الفصولَين[6] فإنّه عين ما في الخانية، وإنّما نقله عنها برمز خ، وفيه تقييد التخيير بالمجتهد، فالكلّ وردُوا مورداً واحداً، وإنّما ينشؤ التوهّم لاقتصار وقع في النقل عنه، (٢٢)فإنّ نصّه[7]: (لو مع ح رضي الله تعالى عنه أحد صاحبَيه يأخذ بقولهما، ولو خالف ح صاحباه فلو كان اختلافهم بحسب الزمان يأخذ بقول صاحبَيه، وفي المزارعة والمعاملة يختار قولهما لإجماع المتأخرين، وفيما عدا ذلك قيل: يخير المجتهد، وقيل: يأخذ بقول ح رضي الله تعالى عنه) اﻫ. فانكشفت الشّبهة.
[1] فـ: معروضة على العلامة ح وعلى ط وعلى ش.
[2] فـ: معروضة على ش.
[3] ٠ردّ المحتار٠، المقدمة، مطلب: المعوّل عليه قوة الدليل في الترجيح... إلخ، ١/٢٣٣، تحت قول ٠الدرّ٠: وصحّح في ٠الحاوي القدسي٠ قوة المدرك.
[4] ٠ردّ المحتار٠، كتاب القضاء، ١٦/٢٧٧، تحت قول ٠الدرّ٠ ولا يخيّر إلاّ إذا كان مجتهداً.
[5] فـ: معروضة عليه.
[6] ٠جامع الفصولين٠ = جامع الفصولين على مذهب الإمام الأعظم٠، الفصل الأوّل في القضاء وما يتّصل به من عزل قاض... إلخ، ١/١٢.
[7] ٠جامع الفصولين٠، الفصل الأوّل في القضاء وما يتّصل به ، ١/١٢.