العناية[1] رحمه الله تعالى حيث صرّح أنَّ المرادَ بالحكم الوجوب، ثمّ تبع الغايةَ في إيراد هذا السؤال والجواب وزاد[2] أنّ (قولَه: [أي: قول الهداية:] لوصوله إلى موضع يلحقه حكم التطهير يعني: بالاتّفاق لعدم الظهور قبل ذلك عند زفر) اﻫ. واعترضه العلاّمة سعدي أفندي[3] في حاشيته[4] عليها قائلاً: (فيه بحث) اﻫ. ولم يبيّن وجهه.
أقول: وجه التقرير على هذا التقدير أنّ أئمّتَنا الثلاثَة رضي الله تعالى عنهم يعتبرون السيلان إلى ما يلحقه حكم التطهير ولو ندباً، وزفر وإن اجتزأ
[1] هو محمد بن محمد بن محمود، أكمل الدين أبو عبد الله ابن الشيخ شمس الدين جمال الدين الرومي البابرتي، (ت٧٨٦ﻫ)، من كتبه: ٠شرح تلخيص الجامع الكبير٠، و٠العناية في شرح الهداية٠، ٠شرح مشارق الأنوار٠، ٠السراجية٠ في الفرائض، ٠حاشية على الكشاف٠ للزمخشري، ٠التقرير٠ على أصول البزدوي، و٠شرح المنار٠ و٠الإرشاد٠ في شرح ٠الفقه الأكبر٠ لأبي حنيفة وغيرها.
(٠الأعلام٠، ٧/٤٢، ٠معجم المؤلفين٠، ٣/٦٩١).
[2] ٠العناية٠، كتاب الطهارة، فصل في نواقض الوضوء، ١/٤٢، (هامش ٠الفتح٠).
[3] هو سعد الله بن عيسى بن أمير خان القسطموني، ثمّ الرومي، الحنفي، الشهير بسعدي چلبي، القاضي بـ٠القسطنطينيّة٠، والمفتي بها (ت٩٤٥ﻫ). له: حاشية على ٠أنوار التنزيل٠ للبيضاوي، وحاشية على ٠العناية شرح الهداية٠، وحاشية على ٠القاموس٠ للفيروز آبادي في اللغة، و٠المنظومة٠ في الفقه.
(٠هدية العارفين٠، ١/٣٨٦، ٠الأعلام٠، ٣/٨٨).
[4] ٠حاشية سعدي أفندي٠، فصل في نواقض الوضوء، ١/٤٢، (هامش ٠الفتح٠).