المحتار نقداً عادلاً، ويعرض المسائل الخلافية فيوفّق بينها كأنّه لم يكن خلاف، ويأتي مواضع تردّد فيها الترجيح والتصحيح، فيرجّح بعضها بالنصوص الصريحة والدلائل القويّة كأنّه لم يكن لغير ذلك حقّ ترجيح وتصحيح، ويلمع من خلال البحوث توقّد ذهن المصنّف وبريق فكره وتبحّر علمه وسعة اطّلاعه على المسائل الفقهيّة كأنّها نصب عينيه، وتتبيّن قوّة التمييز والترجيح واستخراج الصحيح من بين الأقوال المختلفة وإيضاح المسألة بالدلائل القويّة الجليّة، فلهذا كلّما جرى قلمه السيّال في ميدان البحث والتحقيق لم يكد يقف على شيء حتّى أتى بما له وما عليه.
حجّ الإمام أوّل مرّة عام ١٢٩٠ﻫ مع والده الكريم، فلمّا رآه في المطاف إمام الشافعيّة في المسجد الحرام الشيخ حسين بن صالح جمل الليل فابتدر بإبداء شعوره قائلاً: والله! إنّي لأرى نور الله من هذا الجبين. فطلب منه أن ينقل رسالته في أمور الحجّ: الجوهرة المضيّة إلى اللغة الأردويّة، فنقلها الإمام أحمد رضا وعلّق عليها.
وفي هذه الزيارة تلقّى الإمام من الشيخ أحمد بن زيني دحلان المكّي، والشيخ عبد الرحمن سراج المكّي مفتي الحنفيّة.
وأيضاً حجّ ثانيةً عام ١٣٢٣ﻫ، فأعظمه علماء الحرمين الشريفين وأكرمه واستجازوا منه في الحديث والفقه والعلوم والفنون.
واستفتاه بعضهم حول مسائل ذات أهميّة فأجاب عنها، ومنها مسألة