بَعضِ الأَصْحابِ وفِيهم شابٌّ مَشهُورٌ بالكَشفِ فإذا هو في أثْناءِ الأَكْلِ أظْهَرَ البُكاءَ فسَأَلتُه عن السَّبَب فقالَ: أرَى أُمِّي في العَذابِ فوَهَبْتُ في باطِنِي ثَوَابَ التَّهلِيلَةِ الْمَذكُورَة لَها فضَحِكَ وقالَ: إنِّي أَرَاها الآن في حُسْنِ الْمَآب[1].
إخوتي الأحباء! أرَأيتُم أنّ الشَّابَّ كان يَرَى الأَحْوالَ الْغَيْبِيَّةَ بالْكَشْفِ، وقد تَغيَّرَ الأمْرُ تَمامًا نتِيجَةً لإهْدَاءِ الأَجْرِ والثَّوابِ، وها هُو الْحَديثُ الَّذِي وَرَدَ فيه فَضْلُ التَّهلِيلِ سَبعِينَ أَلْفًا: «مَن قال: لا إله إلاّ الله سَبعِينَ أَلْفًا غُفِرَ لَه، ومَن قِيلَ لَه غُفِرَ لَه أيْضًا»[2]، يُستَحَبُّ لكُلٍّ مِنَّا أن يُهَلِّلَ بالْعَدَدِ الْمَروِيِّ مَرّةً واحِدَةً على الأَقَلِّ في حَيَاتِه، فمَنْ تُوُفِّيَ لَه قرِيبٌ أوْ عزيزٌ فَلْيُهَلِّلْ بالعَددِ الْمَروِيِّ ثُمَّ يُهدِي ثَوَابَه إلى الْمَيِّتِ، ولَيْس مِن اللازِم أن يَقرَأَ ذلك كُلَّه في يَوْمٍ واحِدٍ وفي مَجْلسٍ واحِدٍ، بل يَجُوزُ أن يَقرَأَ ذلك مُتَفرِّقًا، وإذا قَرَأْنا يَومِيًّا مئةَ مرَّةٍ سوف