كان رَجُلٌ يَختلِفُ إلى الْجَبَّانَةِ فيَشهَدُ الصَّلاةَ على الْجَنائِزِ فإذا أَمسَى وَقَفَ على بابِ الْمَقابِرِ فقال: آنَسَ اللهُ وَحْشَتَكم ورَحِمَ اللهُ غُربَتَكم وتَجاوَزَ اللهُ عن سَيِّئاتِكم وقَبِلَ اللهُ حَسَناتكم لا يَزِيدُ على هؤُلاءِ الكَلِماتِ، قال ذلك الرَّجُلُ: فأَمْسَيْتُ ذاتَ لَيلَةٍ فانْصَرَفْتُ إلى أَهْلِي ولم آتِ الْمَقابرَ فبَينما أنا نائِمٌ إذا أنَا بخَلْقٍ كَثِيرٍ قد جاؤُوْنِي, قلتُ: مَن أنْتُم وما حاجَتُكم؟ قالُوا: نَحنُ أهلُ الْمَقابرِ, قلتُ: ما جاءَ بكُم؟ قالُوا: إنَّكَ قد كُنتَ عَوَّدْتَنا مِنك هَديَّةً عندَ إنْصِرافِك إلى أهْلِكَ, قلتُ: وما هِي؟ قالوا: الدَّعَواتُ الَّتِي كُنْتَ تَدعُوْ بِها, قلتُ: فإنِّي أعُودُ لِذلك، قالَ: فما تَرَكْتُها بَعْدُ[1].
تأتي الأرواح إلى البيوت وتطالب بإيصال الثواب
إخوتي الأحباء! قد عَلِمْنا أنَّ الْمَيِّتَ يَعرِفُ مَنْ يَزُورُ قَبرَه، ويَنتَفِعُ بدُعاءِ الأَحياء، وإذا توَقَّفَتْ هَدِيّةُ الأَجْرِ والثَّوابِ