عنوان الكتاب: ٢٥ حكاية عن أهل القبور

إنْسِيٌّ، قال: ما أنتَ؟ فقال: أنا رجُلٌ مِن أهْلِ أنْطاكِيَةَ وإنِّي مِتُّ، فحَبَسَني رَبِّي هاهُنا بدَيْنٍ عليَّ، وإنَّ لَدَيَّ بأنطاكِيَةَ ما يَذكُرُوْني ولا يَقْضُوْن عَنِّي، فخَرَجَ الَّذِي كان في الرَّكِيَّةِ، فقال لأصْحابِه: فامْشُوْا معنا حتّى نَقضِيَ عنه دَيْنَه، قال: فذَهَبُوْا معهم حتّى قَضَوْا ذلك الدَّيْنَ، قال: ثُمَّ رَجَعُوْا من أنطاكية، حتى أَتَوْا مَوْضِعَ الرَّكِيَّةِ، فلَمْ يَرَوْا رَكِيَّةً ولا شَيئاً، فأمْسَوْا وباتُوْا هُناك، فإذا الرَّجُلُ قد أَتَاهُم في مَنامِهِمْ، فقالَ لَهُم: جزاكم اللهُ عنِّي خَيْرًا، فإنَّ ربِّي حَوَّلَنِي إلى مَوضِعِ كذا وكذا مِن الْجَنَّةِ حيث قُضِيَ عنِّي دَينِي[1].

الشهيد لا يدخل الجنة إن كان عليه دين..

إخوتي الأحباء! قد عَلِمْنا أنَّ الدَّيْنَ عِبْءٌ ثَقِيلٌ، فمَنْ يُماطِلْ ويُسَوِّفْ في سَدادِ الدُّيُونِ فعليه أنْ يَأْخُذَ العِظَةَ والْحَذَرَ بعدَ هذِه القِصَّةِ، ولا يَنتَظِرُ إلى أنْ يَأْتِيَ إليه الدَّائِنُ بَلْ لِيَذْهَبْ


 



[1] "شرح الصدور" للسيوطي، صـ٢٦٧ و"الموسوعة" لابن أبي الدنيا، كتاب من عاش بعد الموت, ٦/٢٩٨-٢٩٩ ملتقطا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

63