الْمَيِّتِ، وقَدْ ثَبَتَ في الْحَديثِ الشَّريفِ: أنَّ الْمَيِّتَ يتَأَذَّى بالاسْتِنَادِ إلى القَبْرِ أوْ الْاِتِّكَاءِ عليه، فإذا نُبِشَ القَبْرُ لِهَوَى النَّفْسِ ولِغَيْرِ حَاجَةٍ كانَ ذلك أشَدَّ إيْذاءً، لِلأَسَفِ مَقابرُ الْمُسْلِمِيْن اليَوْمَ تَحْتَ ظُرُوْفٍ سَيِّئةٍ، وقَلَّ ما يُبْكَى على ذلك، لأَنَّ النَّاسَ يُدَخِّنُوْنَ الشِّيْشَةَ ويتَكَلَّمُوْن كَلامًا لا طَائِلَ تَحْتَه ويَسُبُّوْن ويَشْتُمُوْن ويَضْحَكُوْنَ بقَهْقَهَةٍ وهُمْ يَجْلِسُوْن على القُبُوْرِ، إنَّما لا يَكُوْنُ ذلك فَقَطْ مِنْ قِبَلِ غَيْرِ الْمُسْلِمِيْن بل أيْضًا يَفْعَلُها الْمُسْلِمُوْن بأَنْفُسِهِمْ، الأَطْفَالُ يَلْعَبُوْن على القُبُوْرِ ويَمْشُوْنَ عَلَيْها، الحِمَارُ يتَبَرَّزُ عَلَيْها، والغَنَمُ تَجْلِسُ وتَبْعَرُ عَلَيْها، لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ بالله، افْتَحُوْا عُيُوْنَكم وبَصائِرَكم أَيُّها الْمُسْلِمُوْن! لا بُدَّ لكم أنْ تَمُوْتُوْا، فإنْ لَمْ تَفْعَلُوْا شَيْئًا لِلأَمْوَاتِ فافْعَلُوْا لأَنْفُسِكم[1].
نابش القبر أصابه العمى
يُمْكِنُ أنْ تَبْدُوَ عاقِبَةٌ مُخِيْفَةٌ في الدُّنيا لِنَبْشِ القُبُوْرِ بدُوْنِ