ما عندَنا أنَّ ما قَدَّمْناه فقد وَجَدْناه, وما أَنفَقْناه فقد رَبِحْناه, وما خَلَّفْناه فقد خَسِرْناه[1], فرحمهم الله وغفر لنا بِهم, آمين بجاه النبي الأمين صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم.
إخوتي الأحباء! سَيِّدُنا أمِيرُ الْمُؤمِنين عُمَرُ بنُ الْخَطّابِ رضي الله تعالى عنه ما أَعظَمَ شَأنَه! كان يتَكَلَّمُ مَع أَهْلِ القُبورِ بإذْنِ الله تعالى، وفي هذِه القِصَّةِ دُرُوسٌ وعِبَرٌ لِمَن يَحرِصُ على جَمْعِ الثَّروَةِ والْمَال وبناءِ القُصورِ والأبراجِ العَالية، والبناءُ الّذِي يُشَيِّدُه الإنسانُ ويُزَيِّنُه بأَروَعِ الطُّرُقِ يَفنَى، ليس يَبقَى دَوامًا، ويَسكُنُ فيه غَيرُه، ويَمتَلِكُ مالَه وكَسْبَه ومَنافِعَه، إلاّ أنَّ المالَ الَّذِي يُنْفَقُ في سَبيلِ الله يَنْفَعُ الْمَيِّتَ بَعْدَ مَوتِه، قالَ اللهُ تعالى في سُورَةِ الدُّخانِ: كَمۡ تَرَكُواْ مِن جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ (٢٥) وَزُرُوعٖ وَمَقَامٖ كَرِيمٖ (٢٦) وَنَعۡمَةٖ كَانُواْ فِيهَا فَٰكِهِينَ (٢٧) كَذَٰلِكَۖ وَأَوۡرَثۡنَٰهَا قَوۡمًا ءَاخَرِينَ (٢٨) فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ (٢٩)
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد