عنوان الكتاب: جد الممتار على رد المحتار (المجلد الأول)

وثانياً[1]: ليس فيه إزراء بهم أن لم يبلغوا مبلغ إمامهم. وقد ثبت ذلك عن أعظم المجتهدين في المذهب الإمام الثاني فضلاً عن غيره، في الخيرات الحسان للإمام ابن حجر المكي الشافعي[2]: (روى الخطيب[3] عن أبي يوسف: ما رأيت أحدًا أعلم بتفسير الحديث ومواضع النكت التي فيه من الفقه من أبي حنيفة. وقال أيضاً: ما خالفتُه في شيءٍ قطّ فتدبرتُه إلاّ رأيتُ مذهبه الذي ذهب إليه أنجى في الآخرة، وكنتُ ربّما ملتُ إلى الحديث فكان هو أبصر بالحديث الصحيح منّي. وقال: كان إذا صمّم على قول درتُ على مشايخ الكوفة هل أجد في تقوية قوله حديثاً أو أثراً؟ فربّما وجدتُ الحديثَين والثلاثة، فأتيتُه بها فمنها ما يقول فيه: هذا غير صحيح، أو غير معروف، فأقول له: وما علمك بذلك مع أنّه يوافق


 



[1] فـ: معروضة عليه.

[2] ٠الخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان٠، الفصل الثلاثون في سنده في الحديث، صـ٩٠-٩١.

[3] هو أبو بكر أحمد بن علي المعروف بالخطيب البغدادي، (ت٤٦٣ﻫ)، محدّث، مؤرّخ، أصولي، ولد بـ٠درزيجان٠ من قرى ٠العراق٠ ونشأ في ٠بغداد٠ ورحل وسمع الحديث، وتوفي بـ٠بغداد٠. من تصانيفه الكثيرة: ٠تاريخ بغداد٠، ٠الكفاية في معرفة علم الرواية٠، ٠الفقيه والمتفقه٠، ٠الجامع لآداب الراوي والسامع٠، و٠شرف أصحاب الحديث٠.

(٠معجم المؤلفين٠، ١/١٩٨-١٩٩).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

568