عنوان الكتاب: جد الممتار على رد المحتار (المجلد الأول)

سبرتَهم واختبرتَهم لَوجدت قلوبهم[1] آبيةً عمّا يقولون، وصَنِيعهم شاهداً أنّهم لا يحبّونه ولا يريدون، ولا يجتبونه بل يجتنبون[2] ويقولون في مسائل: هذه تعلم وتكتم كيلا يتجاسر الجهّال على هدم المذهب، ثم طول أعمارهم يتمذهبون لإمامهم ولا يخرجون عن المذهب في أفعالهم وأقوالهم ويصرفون العمر في الانتصار له والذبّ عنه، وهذا فتح القدير لصاحب التحرير ما صُنّف إلاّ جدلاً، وكذلك في مذهبنا والمذاهب الثلاثة الباقية دفاتر ضخام في هذا المرام، فلو لا التمذهب لإمام بعينه لازماً وكان يسوغ أن يتبع مَن شاء ما شاء لَكان هذا كلّه أضاعةَ عمر في فضول واشتغالاً بما لا يعني، وقد أجمع عليه علماء المذاهب الأربعة وأهلها هم الأئمة بل المناظرة في الفروع وذبّ كلّ ذاهب عمّا ذهب إليه جارية من لدن الصحابة رضي الله تعالى عنهم بدون نكير، فإذن يكون الإجماع العملي على الاهتمام بما لا يعني واستحسان الاشتغال بالفضول، وأيّ شناعةٍ أشنع منه؟!، لكن سلِ السيّد إذا لم يجب التقيّد بالمذهب، وجاز الخروج عنه بالكلية، فمَن ذا الذي أوجب اتباع مرجّحين في مذهب معيّن رجّحوا أحد قولَين فيه؟!


 



[1] أقول: والوجه فيه أنّ للشيء حكماً في نفسه مع قطع النظر عن الخارج، وحكماً بالنظر إلى ما يعرضه عن خارج، فالأوّل هو البحث والثاني عليه العمل لوجوب التحرّز عن المفاسد وإن لم يكن انبعاثها عن نفس ذات الشيء كما لا يخفى. اﻫ ١٢ منه غفر له.

[2] هكذا يبدو لنا ولكنّ العبارة في نسخ ٠الفتاوى الرضوية٠: (ولا يجتنبونه بل يحتنبون).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

568