الفور[1]:
أقول: بل الظّاهر أنّ المعنى: لم يتتابع القطر كثرةً، يقال: تدارك القوم أي: تلاحقوا، ومنه قوله تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا﴾ [الأعراف: ٣٨]، كما في الصحاح[2]، ومعلوم أنّه لم يثبت الفور في دخول طائفة منهم بعد أخرى.
[٣٥] قوله: (أقلّه قطرتان) يدلّ عليه صيغة التفاعل اﻫ ح[3]:
[قال الإمام أحمد رضا رحمه الله في الفتاوى الرضوية:]
أمّا ما عن أبي يوسف أنّ الغَسل مجرّد بلّ المحلّ بالماء سال أو لم يسل، ولأجله جعل في البحر[4] الإسالة مختلفاً فيها بينه وبين الطرفين، وزعم أنّ اشتراطها هو ظاهر الرواية.
فالحقّ الذي لا محيد عنه ولا يحلّ المصير إلاّ إليه أنّ تأويله ما في
[1] ٠ردّ المحتار٠، كتاب الطهارة، أركان الوضوء، ١/٣١٦، تحت قول ٠الدرّ٠: أي: إسالة الماء... إلخ.
[2] ٠الصحاح٠ في اللغة والعلوم، فصل الدال، ٤/١٣٠٠: لأبي نصر إسماعيل بن حمّاد التُركي، الجوهري، الفارابي، (ت٣٩٣ﻫ).
(٠كشف الظنون٠، ٢/١٠٧١).
[3] ٠ردّ المحتار٠، كتاب الطهارة، ١/٣١٦، تحت قول ٠الدرّ٠: أقلّه قطرتان.
[4] ٠البحر٠، كتاب الطهارة، ١/٢٥-٢٦.