([1])ولا يثبت بوجه من الوجوه، وقال البيهقي في ٠المعرفة٠: هذا الحديث يذكره بعض فقهائنا وقد تطلبته كثيراً فلم أجده في شيء من كتب الحديث ولم أجد له إسناداً، وقال ابن الجوزي في ٠التحقيق٠: هذا لفظ يذكره أصحابنا ولا أعرفه، وقال الشيخ أبو إسحاق في ٠المهذب٠: لم أجده بهذا اللفظ إلاّ في كتب الفقهاء، وقال النووي في ٠شرحه٠: باطل لا يعرف، وفي ٠الخلاصة٠: باطل لا أصل له، وقال المنذري: لم يوجد له إسناد بحال. وأغرب الفخر ابن تيمية في شرح ٠الهداية٠ لأبي الخطاب فنقل عن القاضي أبي يعلى أنّه قال: ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم البُستي في ٠كتاب السنن٠ له كذا قال، وابن أبي حاتم ليس بُستياً وإنّما هو رازي وليس له كتاب يقال له ٠السنن٠. وفي قريب من معناه ما اتفقا عليه من حديث أبي سعيد مرفوعاً ((أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم فذاك من نقصان دينها))، ورواه مسلم من حديث ابن عمر بلفظ ((تمكث الليالي ما تصلي وتفطر في شهر رمضان فهذا نقصان دينها)) وفي ٠المستدرك٠ من حديث ابن مسعود نحوه ولفظه: ((فإنّ إحداهنّ تقعد ما شاء الله من يوم وليلة لا تسجد لله سجدة)). قال شيخنا: هذا وإن كان قريباً من معناه لكنّه لا يعطي المراد منه).
ولكن استدلّ كثير من الفقهاء الكرام بهذا الحديث، منهم: ابن الهمام في ٠الفتح٠، كتاب الكراهية٠، فصل في الاستبراء وغيره، ٨/٤٧٢، والكاشاني في ٠البدائع٠، فصل تفسير الحيض والنفاس والاستحاضة... إلخ، ١/١٥٥، ومحمود بن مازة البخاري في ٠المحيط البرهاني٠، الفصل الثامن في الحيض، ١/٢٤٣، والبابرتي في ٠العناية٠، باب الحيض والاستحاضة، ١/١٤٣، هامش ٠الفتح٠.
واستدلال الفقهاء الكرام بحديث ضعيف يكفي لصحّته وإن كان الحديث ضعيفاً عند المحدثين كما هو مبيّن ومصرّح في كتب الحديث والأصول كما سيأتي تفصيله