أقول: في هذه الاستفادة نظرٌ؛ فإنّ الذي يكتب التعويذ[1] إنّما يكتب الآيات بقصد أنّها آياتٌ استشفاءً بها وتبرّكاً، ولا يريد الدعاء والثناء المجرّد عن قصد القرآن، وهذا واضحٌ جدّاً، ولو كان مجرّد نيّة الاستشفاء مغايراً لنيّة القرآنيّة لجاز أن يقرأ الجنب على المريض سورة البقرة أو القرآن كلّه، هذا لا يقول به أحد، والقرآن كلُّه صالحٌ للاستشفاء وإن لم يصلح بعضه لنيّة الدعاء والثناء، فلا يتأتّى هاهنا الفرق المذكور في القراءة، فثبت أنّ مجرّد نيّة الاستشفاء لا يتصوّر أن يُخرج القرآن من القرآنيّة، وهو الموجود في الاسترقاء، أمّا نيّة مجرّد الدعاء والثناء فغير موجود فيه أصلاً، فلا شكّ أنّ المَرقيّ به هو القرآن من حيث هو القرآن لا غير، ألا ترى! أنّ الصحابة لمّا رقّوا السليم بالفاتحة قال صلّى الله تعالى عليه وسلّم[2]: ((فإنّ أحقّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله)) فلم يُخرج الفاتحة في الرقية عن كونها كتاب الله تعالى مع أنّها صالحة لنيّة الدعاء والثناء، فكيف برقية آيات لا تصلح لذلك! والله تعالى أعلم. ١٢
[٢٥٧] قوله: فالنية تعمل في تغيير المنطوق لا المکتوب[3]:
[قال الإمام أحمد رضا رحمه الله في الفتاوى الرضوية:]
ومبناه کما تری علی فهم أنّ نيّةَ الاستشفاء مغيرة کنية الدّعاء ولم تعمل