مع أنّها تصلح للدعاء والثناء، فکيف بما لا يصلح لهما!.
أمّا ما أفاد من أنّ النّية لا تعمل في المکتوب، فأقول: نعم ما کتب قرآناً ولو فاتحةً لا يصحّ للجنب أن يقول في نفسه: ليس هذا قرآناً بل دعاء أو يقول: لا أريد به قرآناً بل دعاء وثناء، ثم يمسّه؛ إذ لا مدخل لإرادته في ظهوره في هذه الکسوة التي قد تمّ أمرها.
أمّا أن ينشئ کتابة مثلها وينوي الدّعاء والثناء.
فأقول: قضية ما قدّمت من التحقيق المنع؛ لأنّ الإذن ورد للحاجة، ولا حاجة في الدّعاء والثناء إلی الکتابة، وما ورد علی خلاف القياس لا يتعدّاه، وبه يظهر أنّه لا يؤذن في کتابة الرُقى بالآيات وإن تمحضت للدعاء والثناء ونواهما، فليراجع وليحرّر، والله سبحانه وتعالی أعلم.[1]
[٢٥٨] قوله: [2] والأحوط الوقفُ[3]:
أقول: لا حاجة إلى الوقف والمسألة واضحة الحكم عندي بتوفيق الله تعالى؛ فإنّ القرآن إن أُريدَ به المصحَف، أعني: القرطاس والمداد فلا شكّ أنّه حادثٌ، وكلّ حادث مخلوقٌ، وكلّ مخلوق فالنبيّ صلّى الله تعالى عليه
[1] ٠الفتاوى الرضوية٠، كتاب الطهارة، ١/٨٢١-٨٢٣. [الجزء الثاني، صــ١١١٦-١١١٩].
[2] في الشرح: وعنه عليه الصلاة والسلام: ((القرآن أحبّ إلى الله تعالى من السموات والأرض ومَن فيهن)). في ٠ردّ المحتار٠: (قوله: ومن فيهنّ) ظاهره يعمّ النبيّ e، والمسألة ذاتُ خلاف، والأحوط الوقفُ.
[3] ٠ردّ المحتار٠، كتاب الطهارة، ١/٥٩٥، تحت قول ٠الدرّ٠: ومَن فيهنّ.