كانَتْ فيها قُبُوْرٌ وهُدِمَتْ، حتَّى دَرَسَتْ آثارُها وآياتُها فعِنْدَ ذلك يَكُوْنُ مَجْمُوْعَةً مُتَنَوِّعَةً مِن الأَفْعَالِ الْمُحَرَّمَةِ، كالْمَشْيِ على القُبُوْرِ والْجُلُوْسِ والتَّغَوُّطِ والتَّبوُّلِ عليها، وكُلُّ ذلك حَرَامٌ، وفَوْقَ ذلك فيه إيْذَاءٌ لأَمْوَاتِ الْمُسْلِمِيْن، الَّذِيْن لا يَشْكُوْن ولا يَنْتَقِمُوْن في الدُّنْيا، وإيْذَاءُ الْمُسْلِمِ بدُوْنِ سَبَبٍ شَرْعِيٍّ إيْذَاءٌ لله ورَسُوْلِه صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، ومَنْ آذَى اللهَ ورَسُوْلَه فهو في نارِ جَهَنَّمَ، كذلك بِناءُ الدَّارِ قُرْبَ الْمَقبَرَةِ يَحْرُمُ أشَدَّ تَحْرِيْمًا إذا وَصَلَ إلى القبُورِ الْمَاءُ النَّجِسُ الَّذِي يتَساقَطُ مِن غُسَالَةِ البَوْلِ أوْ الْمَلابِسِ، أمَّا مَنْ لَمْ يُنْكِرْ مَعَ القُدْرَةِ على الإنْكَارِ فهو أيْضًا شَرِيْكٌ في ارتكابِ الحرامِ، ومَنْ أَثْبَتَ ذلك ولَمْ يُنْكِرْ حِرْصًا على الأُجْرَةِ فهذا شِرَاءُ النَّارِ بثَمَنٍ قَلِيْلٍ ويَفْعَلُ ذلك مَنْ لا يَكُوْنُ في قَلْبِه قَدْرٌ لِلإسْلامِ ولا أيُّ احْتِرَامٍ لِلْمُسْلِمِيْن، ولا خَشْيَةٌ لله ولا هَيْبَةٌ من الْمَوْتِ، عِيَاذًا باللهِ تعالى[1].