عنوان الكتاب: منتخب الأبواب من إحياء علوم الدين

أحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقاً، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيْنَا وَأَبْعَدَكُمْ مِنَّا الثَّرْثَارُون المُتَشَدِّقُوْنَ[1] الْمُتَفَيْهِقُوْنَ)) قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: ((المُتَكَبِّرُوْنَ))[2].

وقال صلى الله عليه وسلم: (( يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيْ مِثْلِ صُوَرِ الذَّرِّ تَطْؤُهُم النَّاسُ ذَرًّا فِيْ مِثْلِ صُوَرِ الرِّجَالِ يَعْلُوْهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الصَّغَارِ ثُمَّ يُسَاقُوْنَ إِلى سِجْنٍ فِيْ جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ بُوْلَسْ يَعْلُوْهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ طِيْنِ الْخَبَالِ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ[3])) [4] وقال أبو هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يُحْشَرُ الْجَبَّارُوْنَ وَالْمُتَكَبِّرُوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيْ صُوَرِ الذَّرِّ[5] تَطْؤُهُمُ النَّاسُ لِهَوَانِهِمْ عَلَى اللهِ تَعَالى))[6] وعن محمد بن واسع قال: دخلت على بلال بن أبي بردة فقلت له: يا بلال إن أباك حدثني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا، يُقَالَ لَهُ: هَبْهَبُ، حَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ))[7] فإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه. وقال صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ فِي النَّارِ قَصْراً يُجْعَلُ فِيْهِ الْمُتَكَبِّرُوْنَ وَيُطْبَقُ عَلَيْهِمْ)) [8] وقال صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَعُوْذُ بِكَ مِنْ نَفْخَةِ الْكِبْرِيَاءِ)) [9] وقال: ((مَنْ فَارَقَ رُوْحُهُ جَسَدَهُ وَهُوَ بَرِيْءٌ مِنْ ثَلاثٍ دَخَلَ الْجَنَّةّ، الكِبْرُ، وَالدَّيْنُ، وَالْغُلُوْلُ))[10].

الآثار: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: لا يحقرن أحد أحداً من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله كبير. وقال وهب: لما خلق الله جنة عدن نظر إليها فقال: أنت حرام على كل متكبر. وكان الأحنف بن قيس يجلس مع مصعب بن الزبير على سريره فجاء يوماً ومصعب ماد رجليه فلم يقبضهما وقعد الأحنف


 



[1]      الثرثارون: أي الذين يكثرون الكلام تكلفاً وتشدقاً والثرثرة كثرة الكلام وترديده. المتشدقون: الذين يتكلمون بأشداقهم ويتمقعرون في مخاطبتهم. (فيض القدير)

[2]      سنن الترمذي، كتاب البرو الصلة ، باب ماجاء في معالی الاخلاق، الحديث : ۲۰۲٥،  ٣/٤١٠ بتقدم وتاخر.

[3]      أي مما يسيل من أجسادهم بعد ذوبانها من القيح والصديد. (اتحاف)

[4]      سنن الترمذي ، كتاب صفة القيامة، الحديث :۲٥۰۰،  ٤ /۲۲۱.

[5]      أي صغار النمل. (التيسير)

[6]      موسوعة الامام ابن أبي الدنيا، كتاب التواضع والخمول ، الحديث :۲۲٤،  ۳/٥۷۸.

[7]      المسند لابی یعلی ، حديث أبي موسیٰ الاشعری، الحديث : ۷۲۱۳،  ٦/٢٠٧.

[8]      مساویٔ الاخلاق للخرائطی ، باب ماجاء في ذم العجب والكبر...الخ ، الحديث : ٥۷۷، ص:۲۳٤.

[9]      سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب مایستفتح به الصلاة...الخ ، الحديث :۷٦٤، ۱ /۲۹۷ بتغير.

[10]    سنن الترمذي ، كتاب السير، باب ماجاء في الغلول، الحديث :۱٥۷۸-۱٥۷۹،  ٣/٢٠٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

178