يعارضه استحسان يعارضه استحسان آخر أدقّ منه، فكيف يترك القياس القوي بالاستحسان الضعيف؟! وهذا هو المرجوّ في كلّ قياس قال به الإمام، وقيل لغيره لا لمثل ضرورة وتعامل أنّه استحسان، ولنحو هذا ربّما قدّموا القياس على الاستحسان، وقد نقل في مسألة في الشركة الفاسدة ش[1] عن ط عن الحموي عن المفتاح[2]: (أنّ قول محمد هو المختار للفتوى، وعن غاية البيان[3]: أنّ قول أبي يوسف استحسان)، فقال ش[4]: (وعليه فهو من المسائل التي ترجّح فيها القياس على الاستحسان) اﻫ، فأفاد أنّ ما عليه الفتوى مقدّم على الاستحسان، وكذا ضرورة على ما علّل، فالتعليل من أمارات الترجيح والفتوى أعظم ترجيح صريح، وكذا لا شكّ في تقديمها على الأوجه والأرفق والأحوط كما نصّوا عليه، فلم يبق من المرجّحات
[1] ٠ردّ المحتار٠، فصل في الشركة الفاسدة، ١٣/٣٣٨، تحت قول ٠الدرّ٠: يؤذن باختياره.
[2] هي ٠مفتاح السعادة٠ في الفروع لكمال الدين بن آسايش الشرواني، وهو كتاب مشتمل على العبادات وألفاظ الكفر والاستحسان فقط، وختمها بالإيمان والتوبة.
(٠كشف الظنون٠، ٢/١٧٦١، و٠ردّ المحتار٠، ١/٦٩٨).
[3] قاله الإمام الكرخي في ٠مختصره٠، وعنه نقل في ٠غاية البيان٠. ١٢ منه غفر له ٠غاية البيان ونادرة الأقران٠شرح ٠الهداية للمرغيناني٠: لأمير كاتب بن أمير عمر قوام الدين الحنفي الإتقاني الفارابي (ت٧٥٨ﻫ).(٠كشف الظنون٠، ٢/٢٠٣٣).
[4] ٠ردّ المحتار٠، فصل في الشركة الفاسدة، ١٣/٣٣٨، تحت قول ٠الدرّ٠: يؤذن باختياره.