وقد ظهر ممّا بيّنت من تحقيقات جدّ الممتار وإفاداتها أنّ هذا ليس حاشية فحسب، بل هو شرح جليل طريقة التحقيق والتنقيح والتصحيح والترجيح وإصلاح الخطأ وإبانة الصواب والتنبيه على ما وقع من السهو وزلّة القلم ولا تمتاز مكانة الشروح من الحواشي إلاّ بهذا المزايا، فبعد احتواء الجدّ، على هذه المزايا ليس لمنصف أن يشكّ في بلوغه إلى مرتبة الشروح.
وهنا كلام للشيخ الإمام أحمد رضا في غاية الحسن والإفادة يلزم الاطلاع عليه لمن طالع كتب الفقه، وطلب معرفة مختلف مراتبها، سيفتقر إليه القاري في مطالعة جدّ الممتار أيضاً، فأذكر فيما يلي نصّه النفيس الوجيز: يقول رحمه الله تعالى[1]: وعندي مثل المتون والشروح والفتاوى في الفقه، مثل الصحاح والسنن والمسانيد في الحديث.
المتون: كمختصرات الأئمّة الطحاوي والكرخي والقدوري، والكنز والوافي والوقاية والنقاية والإصلاح والمختار ومجمع البحرين ومواهب الرحمن والملتقى، وأمثالها الموضوعة لنقل المذهب، لا كأمثال المنية، فإنّها لا تعدو الفتاوى، وقد رأيت التنوير يدخل روايات عن القنية مع مصادمتها للمذهب المنصوص عليه في كتب محمّد، كما بيّنت[2] بعضه في كتابي كفل الفقيه الفاهم في أحكام قرطاس الدراهم، وقد جهل بعض ضلال الزمان[3] في رسالته في الجماعة الثانية؛ إذ جعل