أقول: وله[1] ملمح ثالث مثل الأوّل أو أحسن، وهو أنّ المركّب من كلمتين ربّما لا تجد فيه نيّة غير القرآن، كقوله تعالى: ﴿أَنَا ٱللَّهُ﴾ [طه: ١٤] وقوله تعالى: ﴿فَٱعۡبُدۡنِي﴾ [طه: ١٤] وقوله تعالى: ﴿وَعَصَىٰٓ ءَادَمُ﴾ [طه: ١٢١] فإنّ مَن قاله في غير التلاوة فقد غوى، بخلاف المفردات القرآنيّة، فليس شيء منها بحيث يتعيّن للقرآنيّة، ولا يصلح للدخول في مجاري المحاورات الإنسانيّة، فذكر ما هو أعمّ وأكفى، ولا يحتاج إلى إدراك المعنى، ولا غائلةَ فيه أصلاً حتّى للجهال لا سيّما النساء المخدرات في الجهال، وهذا[2] كما ترى كلام حسنٌ من الحسن بمكان غير أنّي أقول: لا وجهَ لقوله: (بعد أن لا يكون آية) فإنّ ما كان بنيّة غير القرآن لا يتقيّد بما دون آية، كما تقدّم، وكلّ من آية وما دونها قد يصلح لنيّة غيره، وقد لا، كآية الكرسي والأبعاض التي تلَونا فما صلح صحّ ولو آية، وما لا فلا ولو دونها، وما بحث في الفاتحة وعدم تغيرها بنيّة الثناء والدعاء أنّ الخصوصية القرآنيّة لازمةٌ لها قطعاً، كيف لا؟ وهو معجز يقع به التَّحَدِّي، فلا يجري في كلّ آية كما لا يخفى، فلا أدري ما الحامل له على التقييد بها؟ مع أنّه هو الناقل[3] عن الخلاصة معتمداً عليه جواز مثل ﴿ثُمَّ نَظَرَ﴾ [المدّثر: ٢١] و﴿لَمۡ يُولَدۡ﴾ [الإخلاص: ٣]. ثُمَّ بحثه في مثل الفاتحة وإن كان له تماسك فما كان لبحْثٍ أن يقضى على