عنوان الكتاب: جد الممتار على رد المحتار (المجلد الأول)

الرابعة[1]: الفتوى حقيقيّة وعرفية:

فالحقيقيّة: هو الإفتاء عن معرفة الدليل التفصيليّ، وأولئك الذين يقال لهم: أصحاب الفتوى، ويقال: بهذا أفتى الفقيه أبو جعفر[2] والفقيه أبو الليث[3] وأضرابهما رحمهم الله تعالى.

والعُرفية: إخبار العالم بأقوال الإمام جاهلاً عنها تقليداً له من دون تلك

المعرفة،كما يقال: فتاوى ابن نجيم[4] والغزي[5]

[6]................................................


 



[1] فـ: الفتوى قسمان حقيقية مختصة بالمجتهد وعرفية. 

[2] هو محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر أبو جعفر الهِنْدواني المعروف بأبي حنيفة الصغير من فقهاء الحنفيّة (ت٣٦٢ﻫ)، من تصانيفه: ٠شرح أدب القاضي٠، ٠الفوائد الفقهيّة٠، ٠كشف الغوامض٠.                    (٠هدية العارفين٠، ٢/٤٧).

[3] هو نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السّمرقندي، أبو الليث الملقّب بإمام الهدى (ت ٣٧٣ﻫ، وفي رواية: ٣٩٣ﻫ)، من تصانيفه: ٠بستان العارفين٠، ٠النوازل٠ في فروع الفقه الحنفية، ٠تنبيه الغافلين٠، ٠خزانة الفقه٠ على مذهب أبي حنيفة، ٠شرح الجامع الصغير٠ في الفقه، ٠عيون المسائل٠، ٠شرعة الإسلام٠، وغيره.

 (٠الأعلام٠، ٨/٢٧، ٠معجم المؤلفين٠، ٤/٢٤).

[4] ٠فتاوى ابن نجيم٠، المسمّاة بـ٠الفتاوى الزينية٠، لزين الدين ابن إبراهيم المعروف بابن نجيم المصري، (ت٩٧٠ﻫ).

 (٠كشف الظنون٠، ٢/١٢٢٣).

[5] ٠فتاوى الغزّي٠، فإنّها طبعت أوّل مرّة في مطبعة أهل السنّة والجماعة ببلدة ٠بريلي٠، ٠الهند٠، كتب المعتني بطبعها ونشرها العلاّمة صدر الشريعة الأعظمي. خاتمة طبع هذا الكتاب وملخّصها فيما يلي: فإنّها فتاوى إمام من الأئمّة الحنفاء، أعني: شيخ الإسلام عمدة الكرام سيّدي أبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد

([6])بن إبراهيم بن خليل بن تُمُرتاشي الغزّي -أعلى الله سبحانه درجاته في المقعد العزّي- صاحب ٠تنوير الأبصار٠ و٠شرح الوهبانيّة٠ وغيرهما من التصانيف البهيّة الزكيّة الوهبانيّة، كيف لا! وقد شرب -قدّس سرّه- في منامه ريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصّ لسانه الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم، ومنه انفتحت عليه أبواب العلوم وهبت عليه قبول القبول والتكريم، وقد وجدنا الأصل من خزانة كتب مجدّد المائة الحاضرة مؤيّد الملّة الطاهرة صاحب التصانيف الكثيرة الباهرة إمام المسلمين في هذا الزمان سيّدي ومولائي المفتي أحمد رضا   -متّع الله المسلمين بطول بقائه ونفعنا ببركاته- وهي بحمد الله تعالى نسخة قديمة جدّاً كتبت في زمن العلاّمة المدقّق صاحب ٠الدرّ المختار٠ -عليه رحمة العزيز الغفّار- في ٠مكّة المكرّمة٠ بأمر مفتيها الشيخ عبد الله بن محمّد فرّوخ المشهور بين الأكابر والشيوخ، ومكتوب عليها بخطّه -رحمه الله تعالى- ما نصّه: ٠الحمد لله تعالى استكتبها لنفسه ولمن شاء الله تعالى من بعده الفقير عبد الله بن محمّد المكّيّ بن فرّوخ المفتي الحنفي -عامله الله تعالى بلطفه الخفي- سنة ١٠٨٧ﻫ٠، انتهى.

فبين كتابتها ووفاة حضرة المصنّف -قدّس سرّه- ثلاث وثمانون سنة وقد مضى على كتابتها إلى الحين مائتان وخمس وأربعون من السنين غير أنّا لم نجد نسخة أخرى وطلبناها لا سيّما لأجل الورقتين من الحرمين الشريفين فلم توجد لا في المدارس ولا في خزائن الكتب ولا عند العلماء فحاولنا المشاق في تصحيحها قدر القدرة وقابلنا العبارات بالأصول المنقول عنها حيث سهّل الله تعالى ويسّره، فمن عنده نسخة أخرى فليخبرنا لعلّنا نتلافى ما بقي فيها من زلّة قلم وعثرة وكان تمامها




إنتقل إلى

عدد الصفحات

568