يسعهم إلاّ العدول، ولا يخرجون بذلك عن اتباع الإمام، بل متبعون لمثل قوله العام: إذا صحّ الحديث فهو مذهبي. ففي شرح الهداية لابن الشحنة[1]، ثمّ شرح الأشباه لبيري[2]، ثمّ ردّ المحتار[3]: (إذا صحّ الحديث وكان على خلاف المذهب عمل بالحديث، ويكون ذلك مذهبه، ولا يخرج مقلّده عن كونه حنفياً بالعمل به، فقد صحّ عنه أنّه قال: إذا صحّ الحديث فهو مذهبي)، اﻫ.
أقول[4]: يريد الصحة فقهاً، ويستحيل معرفتها إلاّ للمجتهد، لا الصحة المصطلحة عند المحدّثين كما بيّنتُه في الفضل الموهبي بدلائل قاهرة يتعين استفادتها.
قال ش[5]: (فإذا نظر أهل المذهب في الدليل وعملوا به صحّ نسبته إلى
[1] أي: ٠نهاية النهاية٠ في ٠شرح الهداية٠ لأبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود، محب الدين المعروف بابن الشحنة الصغير الحلبي (ت٨٩٠ﻫ).
(٠كشف الظنون٠، ٢/٢٠٣٦، و٠ردّ المحتار٠، ١/٢٢١).
[2] هي ٠عمدة ذوي البصائر بحلّ مهمّات الأشباه والنظائر٠: لإبراهيم بن حسين بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن بيري الحنفي المفتي بمكة المكرمة (ت١٠٩٩ﻫ).
(هدية العارفين٠، ١/٣٤، و٠إيضاح المكنون٠، ٢/١٢١، و٠ردّ المحتار٠، ١/١٤٦).
[3] ٠ردّ المحتار٠، المقدمة، مطلب: صحّ عن الإمام أنّه قال: ٠إذا صحّ الحديث فهو مذهبي٠، ١/٢٢١، تحت قول ٠الدرّ٠: فكان كلّ يأخذ برواية عنه.
[4] فـ: المراد في ٠إذا صح الحديث فهو مذهبي٠ هي الحجّة الفقهيّة ولا تكفى الأثريّة.
[5] ٠ردّ المحتار٠، المقدمة، مطلب: صحّ عن الإمام أنّه قال: ٠إذا صحّ الحديث فهو مذهبي٠، ١/٢٢١، تحت قول ٠الدرّ٠: فكان كلّ يأخذ برواية عنه.