المذهب؛ لكونه صادراً بإذن صاحب المذهب؛ إذ لا شكّ أنّه لو علم ضعف دليله رجع عنه، واتبع الدليل الأقوى، ولذا ردّ المحقق ابن الهمَام على بعض المشايخ حيث أفتوا بقول الإمامَين : بأنّه لا يعدل عن قول الإمام إلاّ لضعف دليله)، اﻫ.
أقول[1]: هذا غير معقول ولا مقبول، وكيف يظهر ضعف دليله في الواقع لضعفه في نظر بعض مقلّديه...؟! وهؤلاء أجلّة أئمة الاجتهاد المطلق مالك[2].
[1] فـ: معروضة على العلامة ش.
[2] هو شيخ الإسلام، حجّة الأمّة، إمام دار الهجرة، أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن حثيل بن عمرو بن الحارث الأصبحيّ المدني، أحد أئمّة المذاهب المتبعة في العالم الإسلامي، وإليه تنسب المالكية، ولد بـ٠المدينة٠ سنة ٩٣ﻫ، وفي رواية ٩١ﻫ، وفي أخرى ٩٤ﻫ، وفي رواية ٩٥ﻫ، وقد كان مالك إماماً في نقد الرجال، حافظاً، مجوّداً، متقناً. قال يونس: سمعت الشافعي، يقول: لو لا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز. قال عبد الرحمن: لا أقدّم على مالك في صحّة الحديث أحداً. قال الحارث بن مسكين: سمعت ابن وهب يقول: لو لا أنّي أدركت مالكاً والليث لضللتُ. وقال يحيى القطّان: ما في القوم أصحّ حديثاً من مالك، كان إماماً في الحديث. و(ت١٧٩ﻫ، وقيل: ١٧٨ﻫ)، له: ٠الموطأ٠ في الحديث، و٠رسالة إلى هارون الرشيد٠، و٠رسالة في الأقضية٠، وكتاب ٠السرّ٠، و٠رسالة إلى الليث في إجماع أهل المدينة٠، فأمّا ما نقل عنه كبار أصحابه من المسائل والفتاوى والفوائد فشيء كثير، ومن كنوز ذلك: ٠المدوّنة٠ و٠الواضحة٠ وأشياء.
(٠هدية العارفين٠، ٢/١، ٠معجم المؤلفين٠، ٣/٩، ٠سير أعلام النبلاء٠، ٧/٣٨٢-٤٣٧).