عنوان الكتاب: أحكام الصيام

وَعْراً فقالاَ لي: اِصْعَدْ حتّى إذا كُنْتُ في سَوَاءِ الْجَبَل فإذَا أنَا بصَوْتٍ شديدٍ، فقُلْتُ: ما هذهِ الأَصْوَاتُ؟ قالوا: هذا عُوَاءُ أَهْلِ النار ثُمّ انْطُلِقَ بي، فإذَا أنَا بقَوْمٍ مُعَلَّقِيْن بعَرَاقِيْبِهم مُشَقَّقَةٍ أَشْداقُهم تَسِيْلُ أشداقُهم دَمًا قال: قُلْتُ: مَنْ هؤلاءِ؟، قال: هؤلاءِ الذين يُفْطِرُوْن قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهم»[1].

أخي الحبيب:

مَنْ ترَك صومَ يومٍ من رمَضان من غَيْرِ عُذْر كان مُرْتَكِبًا لِكَبِيْرةٍ من كبَائِرِ الذُّنُوب، ومُسْتَحِقًّا لدُخُوْلِ النار والوعيدُ الواردُ في الحديث الشريف يَلْحَقُ مَن يُفْطِرُ من غيرِ عُذْر، قَبْلَ وقتِ الإفطار، أيْ: قَبْلَ غُرُوبِ الشمس، نَسْألُ اللهَ عزّ وجلّ أنْ يُوَفِّقَنا إلى مَرْضاتِه في كُلِّ قَوْلٍ وفِعْلٍ، وأن يَحْفَظَنا، والمسلمين من مُوْجِبَاتِ غَضَبِه، بِجَاهِ الحبيبِ المصطفى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم.

ثلاثة أشقياء:

عن سيدِنا جابرٍ رضي الله عنه قال: قال سيدُ الأَنَام، مِصْبَاحُ الظَّلاَم، حبيبُ الْمَلِكِ الْعَلاّم، صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَنْ أَدْرَكَ رَمضَانَ، ولَمْ يَصُمْه، فقَدْ شَقِيَ، ومَنْ أَدْرَكَ والِدَيْه، أوْ أحَدَهُما، فلَمْ يَبَرَّه فقَدْ شَقِيَ، ومن ذُكِرْتُ عنْدَه، فلَمْ يُصَلِّ عليَّ، فقد شَقِيَ»[2].


 



[1] ذكره ابن حبان في "صحيحه"، ٩/٢٨٦، (٧٤٤٨)، وابن خزيمة في "صحيحه"، ٣/٢٣٧، (١٩٨٦).

[2] ذكره الطبراني في "المعجم الأوسط"، ٣/٦٢، (٣٨٧١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

104