عنوان الكتاب: أحكام الصيام

الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَنِ اسْتَمَعَ إلى حديثِ قومٍ، وهُمْ له كارِهُوْن أوْ يَفِرُّوْن منه، صُبَّ في أُذُنَيْه الآنُكُ، يومَ القيامة»[1].

صيام اللسان:

لا يَسْتَخْدِمُ الإنسانُ لِسَانَه إلاّ في الأُمُوْرِ الْمُبَاحَة كَتِلاَوَةِ القرآن، والذِّكْرِ، والصَّلاَةِ علَى النبي الحبيب، صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وقِرَاءةِ الأَنَاشِيْدِ الإسْلاَمِيَّةِ، والْمَدَائحِ للنَّبِي الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وإلْقَاء الدُّرُوْس، والْمُحَاضَرات، والأَمْر بالْمَعْروف، والنَّهْي عَنِ الْمُنْكَر، والْكَلِمَة الطَّيِّبَة، ويجبُ مُحَاوَلَةُ حِفْظِ اللسان عن فُضُوْلِ الكلام وعن الْكَذِب والسَّبِّ والشَّتْمِ والغيبة، والنَّمِيْمَة، وأمْثَالِها من الذنوب، فإذا امْتَلأَ اللِّسَانُ بالْفُحْشِ، والبَذَاء، يتَعذَّرُ تطهيرُ اللسان، من هذه الآفات.

فعَنْ سيدِنا أنَسِ بْنِ مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: «إنّ النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم أمَرَ الناسَ: أن يصُوْمُوا يوماً، ولا يُفْطِرَنَّ أحَدٌ منكم حتّى آذَنَ له»، فصامَ الناسُ، فلَمّا أَمْسَوْا، جعَلَ الرجلُ يَجِيْء إلى رسولِ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، فيقولُ: يا رسولَ الله، ظَلَلْتُ صائِماً فَأْذَنْ لي، لأُفْطِرْ، فيَأْذَنُ لَهُ ويَجِيْءُ الرّجلُ، فيقولُ ذلك فيَأْذَنُ له حتّى جاء رجلٌ فقال: يا رسولَ الله إنّ فتَاتَيْنِ من أهْلِي، ظَلَّتَا مُنْذُ الْيَوْمِ صائِمَتَيْن وإنّهما تَسْتَحِيْيَانِ أن تَأْتِيَاكَ، فَأْذَنْ لهما،


 



[1] أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب التعبير، ٤/٤٢٣، (٧٠٤٢).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

104