فعلى الصَّائِمِ إذا فَرَغَ من تَنَاوُلِ وَجْبَةِ الإفْطَارِ: أنْ يُزِيْلَ بَقَايَا الطَّعَامِ من بين أَسْنَانِه ويُخَلِّلَ أَسنَانَه حتّى يَزُوْلَ ما عَلَقَ من أَثَرِ الطَّعَامِ، ولكن أَحَبُّ إليَّ مَنْ اِكْتَفَى باليَسِيْرِ الْخَفِيفِ، جَرَعَاتٍ من الْمَاءِ، أو بِضْعِ رطيبَاتٍ، أو تَمَرَاتٍ، وغسَلَ يَدَيْهِ، وأَسْنَانَه، وصَلَّى في الْمَسجدِ جَمَاعَةً في الصُّفُوفِ الأُولَى، ولا سيّما في الصَّفِّ الأَوّلِ.
يَنْبَغِي لِلصَّائِمِ أن يَدْعُو بعد الإفْطَارِ بالأَدْعِيَةِ الْمَأْثُورَةِ التِي كان يَدْعُو بها النبيُّ الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، كما رُوِيَ أنّ النبيَّ الكريمَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم كان إذا أَفْطَرَ قال: «اللّهمّ لكَ صُمْتُ وعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ»[1].
أخي الحبيب:
قد ذُكِرَ في الْحَديثِ السَّابِق: «أنّ لِلصَّائِمِ عند فِطْرِه لَدَعْوَةً، ما تُرَدُّ»[2]. هُنَا سُؤَالٌ، يَطْرَحُه النَّاسُ: كَمْ دَعَوْنَا من دَعَوَاتٍ، ولكن لَمْ يُسْتَجَبْ لنَا، فلِمَاذَا لا يُسْتَجَابُ، مع أَنَّ اللهَ تعالى قد تَعَهَّدَ باسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ.
أخي الحبيب:
فعَلَيْنا أن لا نَضْجُرَ، ولا نَغْضَب، بسببِ تَأَخُّرِ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ، لقد نَقَلَ رَئِيْسُ الْمُتَكَلِّمِين سيدُنا ومَولاَنَا نَقِيّ عليّ خان رحمه الله