قد فُرِِضَ الصِّيَامُ على كُلِّ مُسْلمٍِ بَالِغٍٍ، عَاقِلٍ، كَما فُرِضَتْ عليه الصَّلاةُ، قد جاءَ في "الدُّرِّ الْمُخْتَار": «أنّ الصِّيامَ فُرِضَ في عَشْرٍ من شَهْرِ شَعْبَانَ، بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ ونِصْفٍ»[1].
قد فُرِضَ على الْمُسْلِمِينَ كَثِيرٌ مِّن الأَعْمالِ والعِباداتِ؛ لإحياءِ ذِكْرَى القِصَّةِ الإيمَانيَّةِ: أمَّا السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا، والْمَرْوَةِ، فهو تَخْلِيدٌ لِذِكْرَى سيّدتِنا هاجَرَ رضي الله تعالى عنها، حينما سَعَتْ بين الصفا والمروةِ تَطْلُبُ الماءَ لسَيِّدنا إسماعيل على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فأمَر اللهُ بوُجُوْبِ السَّعْي، إحياءً لذِكْرَى هاجَرَ رضي الله تعالى عنها.
وصيامُ شَهْرِ رمَضانَ المبارَك، إنّما هو تخليدٌ لذِكْرَى الرَّسُوْلِ الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم، حِيْنما كان يَخْلُو بغَارِ حِرَاءٍ، في أيّامِ شهرِ رمَضان، لا يأكُلُ شيئاً في النَّهَار، ويَذْكُرُ الله في اللَّيْلِ، فأمَر الله تعالى بصِيَامِ شهرِ رمضان، إحياءً لذِكْرَى هذه الأيام، وجعَل ذلك سُنّةَ حبيْبِه الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم.
إنّ الصِّيَامَ عبادةٌ قديمةٌ، كانت في الأُمَمِ السابقة، وانتَقَلتْ من أمّة إلى أمّة وإن اختلفت في كَيْفِيَّتها، وفي الحديث الشريف: «أنّ سيدَنا آدَمَ على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قد صَامَ أيّامَ البِيْض»[2].