أخي الحبيب: يجب على العَبْدِ المسلمِ: أن لا يَنْظُر بعَيْنَيْه، إلاّ إلى الأُمُوْرِ الْمُبَاحة، من النظَر إلى القرآنِ، والكَعْبَةِ، والمدينةِ المنوَّرة، والرَّوْضَةِ الْخَضْراء وإلى ضَرَائِحِ الأولياء والنَّظَر إلى الصالحين والعلماء والوالدَيْن. ولم يُمْكِنْ لِلعَبْدِ الصَّائِمِ أَنْ يَصُومَ العَيْنَيْن إلاّ بأن يَتَجَنَّبَ مُشَاهَدةَ الأفلامِ، والْمَسْرَحِيّات، ولا يَنْظُرْ بالشَّهْوَة إلى النِّسَاء الأَجْنَبِيّات، والغلامِ الأَمْرَد ولا ينظُرْ إلى العَوْراتِ التي لا تَحِلُّ ولا يَنْظُرْ إلى الأَلْعاب، والْمَلاهِي بأنْواعِها لأنّ منها بعضَ الملاهي التي تَشْتَمِلُ على الْمُنْكَرات والْمُحَرَّمَات وتُسَبِّبُ الْمَعْصِيَةَ ولا يَنْظُرْ إلى كتابِ الغَيْرِ، ودَفْتَرِه بدونِ إِذْنِه أو رِضَاه قد جاء في الحديث الشريف: «من نظَر في كتابِ أخِيْه بغيرِ إذْنِه، فإنّما يَنْظُرُ في النار»[1].
على الصائمِ: أن لا يَسْمَعَ، إلاّ إلَى الأُمُوْرِ الْمُبَاحَة، كالاستماع إلى القرآنِ وَالأَنَاشِيْدِ الإسْلاَمِيَّةِ والْمَدائِحِ للنَّبِي الْكَرِيْم صلّى الله تعالى عليه وسلّم، والدُّرُوْسِ، والْمُحَاضَرَات، والسَّمَاعِ إلى الأذَان، والإقامة، ويجبُ الاتِّقَاءُ، والْحَذَرُ عن السَّمَاعِ إلى الْمُحَرَّمَات، كالْمَعَازِف، والْمَزَامِيْر والأَغَاني، والْغِيْبَة، والنَّمِيْمَةِ، وعُيُوْبِ الناس ويجبُ الاحترازُ من الاستماع لِحَديْثِ مَنْ لا يُريْدُ اسْتِمَاعَه يقولُ الرسولُ الكريم صلّى
[1] أخرجه أبو داود في "سننه"، كتاب الوتر، ٢/١١١، (١٤٨٥)، والحاكم النيسابوري في " المستدرك"، كتاب الأدب، ٥/٣٨٤، (٧٧٧٩).