تعالى هذا الحديث الشريف: يقولُ حبيبُ الله الأَكْرَمُ، مُخْبِرُ الغَيْبِ، صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُوه بدَعْوَةٍ لَيْسَ فيها إِثْمٌ ولا قَطِيْعَةُ رَحِمٍ، إلاّ أَعْطَاهُ اللهُ بها إِحْدَى ثَلاَثٍ: إِمَّا أنْ يُعَجِّلَ له دَعْوَتَه، وإمّا أَنْ يَدَّخِرَها له في الآخِرَةِ, وإمّا أَنْ يَصْرِفَ عنه من السُّوْءِ مِثْلَهَا»[1]. وقال صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «فيَقُولُ الْمُؤْمِنُ في ذلك الْمَقَامِ: يا لَيْتَه لَمْ يَكُنْ عُجِّلَ له شَيءٌ من دُعَائِه»[2].
أخي الحبيب:
اعلَمْ أنّ دُعَاءَ الْمُؤْمِنِ لا يُرَدُّ، غَيْرَ أنّه قد يكون الأَولى له تأخِيْرَ الإجابةِ، فعلى العبدِ المؤمن: أنْ يَجْتَهِد في الدُّعَاء، مُحْسِنًا ظَنَّه بِربِّه، ولا يَتْرُك الطَّلَبَ من ربِّه، فإنّه مُتَعَبِّدٌ بالدُّعَاء.
[١]: على الْمُسْلِمِ أن يَنْوِي بالدُّعَاءِ امْتِثَالَ أَمْرِ اللهِ تبارك وتعالى لأَنَّ اللهَ تعالى قال في كِتَابِه الْعَزِيْز:
﴿ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: ٤٠/٦٠].
[٢]: يَنْوِي اتِّبَاعَ السُّنَّةِ في الدُّعَاءِ، فقد كان النبيُّ الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يَدْعُو اللهَ عزّ وجَلّ في أَكْثَرِ أَوقَاتِه.