أنتَ تُصَلِّي؟ أَجَاب: لا، فَانْظُرْ أَخِي الْحَبِيْب ماذا يَرُدُّ على سُؤَالِه؟ وكيف يقولُ ذلك بثِقَةٍ: إنّه لا يَرْتَكِبُ الْمَعَاصِي وهو يَتَغَافَلُ عن كَوْنِه تَارِكًا لِلصَّلاَةِ ويَحْلِقُ لِحْيَتَه ولا يَلْتَزِمُ سُنَّةَ الْحَبِيْبِ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في لِبَاسِه ومَظْهَرِ العامّ ولا يَتَوَانَى عن تَقْلِيْدِ الكُفَّارِ في لِبَاسِهم، وزِيْنَتِهم. وهو يَعْلَمُ أَنَّ الكَذِبَ، والغِيْبَةَ، والنَّمِيْمَةَ، والبُهْتَانَ، والسَّبَّ والشَّتْمَ وَالْخَلَفَ بالْوَعْدِ وسُوْءَ الظَّنِّ، وعُقُوْقَ الوَالِدَيْنِ، وحَلْقَ اللِّحْيَةِ وتَرْكَ الصَّلاَةِ من الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي. ويَعْلَمُ أنّ النَّظَرَ إلى النِّسَاءِ الأَجْنَبِيَّاتِ بالشَّهْوَةِ وسَمَاعَ الأَغَانِي، ومُشَاهَدَةَ الأَفْلاَمِ، وَالْمُسَلْسَلاتِ الْمَلِيئَةِ بالنِّسَاءِ الكاسِيَاتِ الْعَارِيَات، من كَبَائِرِ الذُّنُوْب، فبَعْدَ كُلِّ هذا أَخِي الْحَبِيب، كيف يُبْرِئُ نَفْسَه من الذُّنُوبِ، ويَقُولُ: «لا أَعْرِفُ ما الذَّنْبُ الذي اِقْتَرَفْتُه في حَياتِي كَيْ أُعَاقَبَ هكذا»، ومع هذا أنّ الشيطانَ يُوْقِعُ هذا الإنسانَ في الغَفْلَةِ عن ذِكْرِ الله تعالى.
أخي الحبيب: تَأَمَّلْ معي:
إذا طَلَبَ مِنْكَ صَدِيْقُكَ الْمُسَاعَدَة، وكَرَّرَ هذا الطَّلَبَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ ولكن رَفَضْتَ مُسَاعَدَتَه، ولَمْ تُسْرِعْ لِحَاجَتِه، ثُمَّ بَعْدَ ذلك إذا كُنْتَ بحَاجَةٍ إلى مُسَاعَدَتِه، أَظُنُّكَ سَوْف تَخْجَلُ مِنْ أن تَطْلُبَ منه العَوْنَ، وإِنْ طَلَبْتَ منه الْمُسَاعَدةَ ولَمْ يُسَاعِدْك فعِنْدَها لا تَتَضَايَقُ ولا تَسْتَاءُ منه لأنّك لَمْ تكُنْ تَسْعَى في حَاجَتِه. واللهُ سبحانَه وتعالى قد أَمَرَنا بالعِبَادَات