هذه الحِكَايةُ تدُلُّ على أنّ اللهَ تعالى قد أَطْلَعَ رسولَه صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم على مُغِيْباتٍ كثيرةٍ، والرسولُ الكريمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم حاضِرٌ وشاهِدٌ على أعمال أمَّتِه، من حَيْثُ أَخْبَرَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، عن أحوالِ الْفَتَياتِ.
وقد عُلِمَ مِنْ هذا الحديث الشريف: أنّ الغيبةَ وغَيْرَها من الْمُحَرَّمَات لها أثَرٌ كبيرٌ على الصوم وأَهْدافِه السَّامِيَة ويَشُقُّ على الصائم صَوْمُه من أَجْلِ ذلك فلا بُدَّ من تقييد اللِّسَان وإلاّ يَسْقُطُ صاحبُه في الْمُهْلِكَات، وإذا وضَعْنا هذه الأُصُوْلَ الثَّلاَثة نُصْبَ أَعْيُنِنَا فسَيَكُوْن لنا فيها من نَفْعٍ عميمٍ، بإذْنِ الله تعالى، وهي:
[١]: الكلامُ السَّيِّءُ، قبيحٌ في كُلِّ حِيْن.
[٢]: السُّكُوْتُ أفضَلُ من فُضُوْلِ الكلام.
[٣]: الكلامُ بالْخَيْرِ، أَفْضَلُ من السُّكُوْت.
على الصائم: أنْ لا يَسْتَعْمِلَ الْيَد إلاّ في الأعمالِ الْمَشْرُوعةِ، الْمُبَاحة، كمَسِّ القرآن، ومُصَافَحَةِ المسلمين.
يقول سيِّدُ الْخَلْق، مِصْبَاحُ الظَّلاَم، حبيبُ الْمَلِكِ العَلاّم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «ما مِنْ عبدَيْنِ مُتَحَابَّيْن في الله، يَسْتَقْبِلُ أحَدُهُمَا صاحِبَه فيتَصافَحَانِ، ويُصَلِّيَان علَى النبـي الكريم صلّى الله تعالى