عنوان الكتاب: منتخب الأبواب من إحياء علوم الدين

مُسْتَضْعَفٍ[1] لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ وَأَهْلُ النَّارِ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ مُسْتَكْبِرٍ جَوَّاظٍ[2]))[3] وقال أبو هريرة قال صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ كُلُّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ الَّذِيْنَ إِذَا اسْتَأْذَنُوا عَلَى الأُمَرَاءِ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ، وَإِذَا خَطَبُوا النِّسَاءَ لَمْ يُنْكَحُوا، وَإِذَا قَالُوا لَمْ يُنْصَتْ لِقَوْلِهِمْ، حَوَائِجُ أَحَدِهِمْ تَتَخَلْخَلُ في صَدْرِهِ لَوْ قُسِّمَ نُوْرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ لَوَسِعَهُمْ))[4]

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ أَتَى أَحَدَكُمْ يَسْأَلُهُ دِيْنَارًا لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ وَلَوْ سَأَلَهُ دِرْهَمًا لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ وَلَوْ سَأَلَهُ فَلْساً لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ وَلَوْ سَأَلَ اللهَ الجَنَّةَ لأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، وَلَوْ سَأَلَهُ الدُنْيَا لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهَا وَمَا مَنْعُهَا إِيَّاهُ إِلا لِهَوَانِهَا عَلَيْهِ، رُبَّ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ))[5].

وروي أن عمر رضي الله عنه دخل المسجد فرأى معاذ بن جبل يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما يبكيك؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إِنَّ اليَسيرَ مِنَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ[6] وَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ الذِيْنَ إِنْ غَابُوْا لَمْ يُفْتَقَدُوْا، وَإِنْ حَضَرُوْا لَمْ يُعْرَفُوْا، قُلُوْبُهُمْ مَصَابِيْحُ الْهُدَى يَنْجُوْنَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ[7]))[8] وقال محمد بن سويد: قحط أهل المدينة وكان بها رجل صالح لا يؤبه له ملازم لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما هم في دعائهم إذ


 



[1]      مستضعف: والمستضعف بفتح العين المهملة وغلط من كسرها لأن المراد أن الناس يستضعفونه ويقهرونه ويحقرونه. وذكر الحاكم في علوم الحديث: أن بن خزيمة سئل من المراد بالضعيف هنا فقال: هو الذي يبرئ نفسه من الحول والقوة في اليوم عشرين مرة إلى خمسين مرة، وقال الكرماني: يجوز الكسر ويراد به المتواضع المتذلل. (فتح الباري)

[2]      الجواظ: فيه خمسة أقوال أحدها: أنه الجموع المنوع، والثاني: الشديد الصوت في الشر، والثالث: القصير البطن والرابع: المتكبر المختال في مشيه الفاخر، والخامس: أنه الكثير اللحم المختال في مشيه. (كشف المشكل من حديث الصحيحين)

[3]      صحيح البخاری، كتاب التفسير، باب عتل بعد ذلك زنیم، الحديث : ٤۹۱۸،  ۳/۳٦۳

[4]      شعب الإيمان، باب في الزهد وقصر الامل ، الحديث :۱۰٤۸٦،  ٧/٣٣٢

[5]      المعجم الاوسط، الحديث:۷٥٤۸،  ٥/۳٤٤، دون قول: ولو سأله الدنيا… الی… الالهوالها  عليه.

[6]      تمام الحديث هكذا: ((إن يسيراً من الرياء شرك وإن من عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة وأن الله يحب الأبرار الأخفياء الأتقياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الدجى يخرجون من كل غبراء مظلمة)). (شعب الإيمان، باب إخلاص العمل لله عزوجل)

[7]      غبراء مظلمة: أي من عهدة كل مسألة مشكلة و بلية معضلة وقال الطيبي رحمه الله: كناية عن حقارة مساكنهم وإنها مظلمة مغبرة لفقدان أداة ما يتنور ويتنظف به (وهذا الفقر اختياري والا فهم سلاطين الدنيا والآخرة). (مرقاة المفاتيح كتاب الرقاق، باب الرياء والسمعة)

[8]      سنن ابن ماجة، كتاب الفتن، باب من ترجی له السلامة  من الفتن ، الحديث: ۳۹۸۹،  ٤ /۳٥۱




إنتقل إلى

عدد الصفحات

178