فعلى الصَّائِمِ: أَنْ لا يُجْهِدَ نَفْسَهُ، ولا يَقُوْم بالأَعْمَالِ الشَّاقَّةِ، حَتّى يُمْكِنَه أن يُتِمَّ صِيَامَه.
أخي الكريم:
اُخْرُجْ لِلسَّفَرِ في سَبِيْلِ اللهِ مع قافلةِ االمدينة، إذْ بذلك يتَوَلَّدُ الرَّغْبَةُ بتَعلُّمِ أَحْكَامِ الصِّيَامِ وتُنَالُ الْمَطَالِبُ والْمَنَافِعُ الدِّيْنِيَّةُ، وَالدُّنْيَوِيَّةُ، يقولُ أَحَدُ الإخْوَةِ:
كانَتْ أُسْرَتُنَا مُكَوَّنَةً مِنْ بَنَاتٍ، وقد وُلِدَتْ سَبْعُ بَنَاتٍ لِعَمِّي، وكَانَتْ لأَخِي الْكَبِيْرِ تِسْعُ بَنَاتٍ وعِنْدَمَا وَلَدَتْ لِيْ زَوْجَتِيْ بِنْتًا ساءَتْ حَالُنَا وزِدْنَا حُزْنًا وهَمًّا، حتّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يَكُوْنُ هُنَالِكَ سِحْرٌ مَرْبُوْطٌ لَنَا لِعَدَمِ وِلاَدَةِ الأَطْفَالِ الذُّكُوْرِ، وبَعْدَ أَنْ حَمَلَتْ زَوْجَتِي مَرَّةً ثَانِيَةً نَذَرْتُ لله تعالى إنْ أَكْرَمَنِي بِطِفْلٍ ذَكَرٍ أَنْ أُسَافِرَ في قَافِلَةِ المدينة ثلاَثِيْنَ يَوْمًا وقالت زَوْجَتِي: رَأَيْتُ في الْمَنَامِ أَنَّ قِرْطَاسًا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إلى الأَرْضِ فأَخَذْتُهُ، وفَتَحْتُهُ، فإِذَا مَكْتُوْبٌ فِيْهِ: «بِلاَل». وبَعْدَهَا كانَتْ الْمُفَاجَأَةُ السَّعِيْدَةُ إِذْ مَنَّ اللهُ علَيْنَا بِثَلاَثةِ أَطْفَالٍ ذُكُوْرٍ بِبَرَكَةِ السَّفَرِ في سَبِيْلِ اللهِ مَعَ قَافِلَةِ المدينة ففَرِحْنَا به فَرَحًا شَدِيْدًا وكانت أُسْرَتِي قد توَلَّدَتْ لدَيْهِم ذُكُوْرٌ ولله الْحَمْدُ ببرَكةِ السَّفَر وأنا تَشَرَّفْتُ حِيْنَئِذٍ بأَنْ أَكُوْنَ أَحَدَ الْمَسْؤُولِيْنَ على الإخْوَةِ الْمُسَافِرِيْنَ في سَبِيْلِ اللهِ مَعَ قَوَافِل المدينة.
أخي الحبيب: ببَرَكَةِ السَّفَرِ في سَبِيْلِ اللهِ مَعَ قَافِلَةِ المدينة تَعُوْدُ الْبَسْمَةُ وَالْفَرْحَةُ إلى القُلُوْب لَكِنْ لَيْسَ مِنَ اللاَّزِمِ أَنْ تَتَحَقَّقَ كُلُّ أَمَانِيْكَ، وقَدْ