ذلك وحاصل معه، لاتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه بالقبول[1].
١٥ هل يشترط في الصحيح أن يكون عزيزاً؟:
الصحيح أنه لا يشترط في الصحيح أن يكون عزيزاً، بمعنى أن يكون له إسنادان؛ لأنه يوجد في الصحيحين وغيرهما أحاديث صحيحة وهي غريبة، وزعم بعض العلماء ذلك كأبي على الجبائي المعتزلي والحاكم، وقولهم هذا خلاف ما اتفقت عليه الأمة.
١ تعريفه:
لغةً: هو صفة مشبهة من "الحسن" بمعنى الجمال.
اصطلاحاً: اختلفت أقوال العلماء في تعريف الحسن نظراً؛ لأنه متوسط بين الصحيح والضعيف، ولأن بعضهم عرف أحد قسميه، وسأذكر بعض تلك التعريفات ثم اختار ما أراه أوفق من غيره.
أ تعريف الخطابي: هو ما عرف مخرجه واشتهر رجاله، وعليه مدار أكثر الحديث، وهو الذي يقبله أكثر العلماء، ويستعمله عامة الفقهاء[2].
ب تعريف الترمذي: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذا، ويروى من غير وجه نحو ذلك، فهو عندنا حديث حسن[3].
ج تعريف ابن حجر: قال: ½وخبر الآحاد بنقل عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ هو الصحيح لذاته¼[4]. ½فإن خَف الضبط فالحسن لذاته¼[5].
قلت: فكأن الحسن عند ابن حجر هو الصحيح إذا خف ضبط راويه، أي قَلّ ضبطه، وهو خير ما عرف به الحسن، أما تعريف الخطابي فعليه انتقادات كثيرة، وأما الترمذي فقد عرف احد قسمي الحسن، وهو الحسن لغيره. والأصل في تعريفه أن يعرف الحسن لذاته؛ لأن الحسن لغيره ضعيف في الأصل ارتقى إلى مرتبة الحسن لانجباره بتعدد طرقه.
د تعريفه المختار: ويمكن أن يعرف الحسن بناء على ما عرفه به ابن حجر بما يلي: ½هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة¼.
٢ حكمه: