يصرح بأنه سمع منه هذا الحديث فلا يقول: "سمعت" أو"حدثني" حتى لا يصير كذابا بذلك، ثم قد يكون الذي أسقطه واحدا أو أكثر.
iii الفرق بينه وبين الإرسال الخفي:
قال أبو الحسن بن القطان بعد ذكره للتعريف السابق: ½والفرق بينه وبين الإرسال هو: أن الإرسال روايته عمن لم يسمع منه¼. وإيضاح ذلك أن كلا من المدلس والمرسل إرسالا خفيا يروي عن شيخ شيئا لم يسمعه منه، بلفظ يحتمل السماع وغيره، لكن المدلس قد سمع من ذلك الشيخ أحاديث غير التي دلسها, على حين أن المرسل إرسالا خفيا لم يسمع من ذلك الشيخ أبدا، لا الأحاديث التي أرسلها ولا غيرها لكنه عاصره أو لقيه.
iv مثاله:
ما أخرجه الحاكم[1] بسنده إلى علي بن خشرم قال: ½قال لنا ابن عيينة عن الزهري، فقيل له: سمعته من الزهري؟ فقال: لا. ولا ممن سمعه من الزهري، حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري¼. ففي هذا المثال أسقط ابن عيينة اثنين بينه وبين الزهري.
ب تدليس التسوية:
هذا النوع من التدليس هو في الحقيقة نوع من أنواع تدليس الإسناد.
أ تعريفه:
هو رواية الراوي عن شيخه ثم إسقاط راو ضعيف بين ثقتين لقي أحدهما الآخر، وصورة ذلك أن يروي الراوي حديثا عن شيخ ثقة، وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة، ويكون الثقتان قد لقي أحدهما الآخر، فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول، فيسقط الضعيف الذي في السند، ويجعل الإسناد عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل، فيسوي الإسناد كله ثقات.