عنوان الكتاب: تيسير مصطلح الحديث

عن أبي رزين وأبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه من زيادة كلمة "فليرقه" في حديث ولوغ الكلب، ولم يذكرها سائر الحفاظ من أصحاب الأعمش، وإنما رووه هكذا إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات. فتكون هذه الزيادة كخبر تفرد به علي بن مسهر، وهو ثقة، فتقبل تلك الزيادة.

ب مثال للزيادة المنافية: زيادة "يوم عرفة"، في حديث يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب. فإن الحديث من جميع طرقه بدونها، وإنما جاء بها موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر، والحديث أخرجه الترمذي وأبو داود وغيرهما.

ج مثال للزيادة التي فيها نوع منافاة: ما رواه مسلم من طريق أبي مالك الأشجعي عن رِبْعِي عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .......وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا وجعلت تربتها لنا طهوراً. فقد تفرد أبو مالك الأشجعي بزيادة "تربتها" ولم يذكرها غيره من الرواة، وإنما رووا الحديث هكذا وجعلت لنا الأرض مسجداً طهوراً[1].

٦    حكم الزيادة في الإسناد:

 أما الزيادة في الإسناد فتنصب هنا على مسألتين رئيسيّتين يكثر وقوعهما، وهما تعارض الوصل مع الإرسال، وتعارض الرفع مع الوقف، أما باقي صور الزيادة في الإسناد فقد أفرد العلماء لها أبحاثا خاصة مثل "المزيد في متصل الأسانيد".

هذا وقد اختلف العلماء في قبول الزيادة وردها على أربعة أقوال وهي:

أ الحكم لمن وصله أو رفعه أي قبول الزيادة وهو قول جمهور الفقهاء والأصوليين[2].


 



[1]    المصدر السابق, ج٥, ص٤ وما بعدها.

[2]    قال الخطيب: "هذا القول هو الصحيح عندنا". الكفاية, ص٤١١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

194