٨ ما هو أول مصنف في الصحيح المجرد؟
أول مصنَّف في الصحيح المجرد "صحيح البخاري" ثم "صحيح مسلم" وهما أصح الكتب بعد القرآن، وقد أجمعت الأمة على تلقي كتابيهما بالقَبول.
أ أيهما أصح؟:
والبخاري أصحهما وأكثرهما فوائد وذلك لأنّ أحاديث البخاري أشد اتصالاً وأوثق رجالاً، ولأنّ فيه من الاستنباطات الفقهية والنكت الحكمية ما ليس في صحيح مسلم.
هذا وكون "صحيح البخاري" أصح من "صحيح مسلم" إنما هو باعتبار المجموع وإلاّ فقد يوجد بعض الأحاديث في "مسلم" أقوى من بعض الأحاديث في "البخاري".
وقيل: إن "صحيح مسلم" أصح. والصواب هو القول الأوّل.
ب هل استوعبا الصحيح أو التزماه؟:
لم يستوعب البخاري ومسلم الصحيح في صحيحيهما ولا التزماه، فقد قال البخاري: ½ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول¼[1]. وقال مسلم: ½ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا، إنما وضعت ما أجمعوا عليه¼[2].
ج هل فاتهما شيء كثير أو قليل من الصحيح؟
i قال الحافظ ابن الأخرم: ½لم يفتهما إلاّ القليل¼ وأُنكرَ هذا عليه.
ii والصحيح أنه فاتهما شيء كثير، فقد نقل عن البخاري أنه قال: ½وما تركت من الصحاح