وممن كان يفعل ذلك من الرواة "حماد بن عمرو النصيبي" وهذا مثاله: حديث رواه حماد النصيبي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: إذا لقيتم المشركين في طريق فلا تبدءوهم بالسلام. فهذا حديث مقلوب، قلبه حماد، فجعله عن الأعمش، وإنما هو معروف عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. هكذا أخرجه مسلم في صحيحه.
وهذا النوع من القلب هو الذي يطلق على راويه أنه يسرق الحديث.
ب مقلوب المتن: وهو ما وقع الإبدال في متنه، وله صورتان أيضاً.
i أن يقدم الراوي ويؤخر في بعض متن الحديث.
ومثاله: حديث أبي هريرة عند مسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ففيه: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله فهذا مما انقلب على بعض الرواة وإنما هو: حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه[1].
ii أن يَجعل الراوي متن هذا الحديث على إسناد آخر، ويجعل إسناده لمتن آخر، وذلك بقصد الامتحان وغيره.
مثاله: ما فعل أهل بغداد مع الإمام البخاري، إذ قلبوا له مائة حديث، وسألوه عنها امتحاناً لحفظه، فردها على ما كانت عليه قبل القلب، ولم يخطئ في واحد منها[2].
٣ الأسباب الحاملة على القلب:
تختلف الأسباب التي تحمل بعض الرواة على القلب، وهذه الأسباب هي:
أ قصد الإغراب ليرغب الناس في رواية حديثه والأخذ عنه.