قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَيُسْتَحَبُّ أنْ يُقْرَأ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ القُرآنِ، وَإنْ خَتَمُوا القُرآنَ عِنْدَهُ كَانَ حَسَنَاً.
باب الصدقة عن الميت والدعاء لَهُ
قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ ﴾
وعن عائشة رضي الله عنها، أنَّ رجلاً قَالَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أجْرٌ إنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. متفقٌ عَلَيْهِ.
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ[1] مِنْ ثَلاثٍ:[2] صَدَقةٍ جَاريَةٍ،[3] أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ.[4] رواه مسلم.
عن أنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: مَرُّوا بِجَنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْراً، فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
[1] الإستثناء متصل، تقديره: ينقطع عنه ثواب أعماله من كل شيء من الصلاة والزكاة والحج، ولا ينقطع ثواب أعماله من هذه الثلاثة، والمعنى إذا مات الإنسان لا يكتب له بعده أجر أعماله لأنه جزاء العمل وهو ينقطع بموته إلاّ فعلا دائم الخير، مستمر النفع مثل وقف أرض أو تصنيف كتاب أو تعليم مسئلة يعمل بها أو ولد صالح، وكل منها يلحق أجره إليه. (شرح الطيبي)
[2] ولا تنافي بين هذا الحصر وبين قوله عليه الصلاة والسلام: ½من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة¼...؛ لأنّ السنة المسنونة من جملة المنتفع به. (مرقاة المفاتيح).
[3] قالوا هي الوقف. (شرح السيوطي على مسلم)
[4] إفادات: فيه فضيلة الزواج لرجاء ولد صالح، وفيه دليل لصحة أصل الوقف وعظيم ثوابه وبيان فضيلة العلم والحث على الاستكثار منه والترغيب في توريثه بالتعليم والتصنيف والإيضاح وأنه ينبغي أن يختار من العلوم الأنفع فالأنفع وفيه أنّ الدعاء يصل ثوابه إلى الميت وكذلك الصدقة وهما مجمع عليهما. (نووي)