عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

فَمَسسْتُهُ، فَقلتُ: إنَّكَ لَتُوعَكُ وَعَكاً شَديداً، فَقَالَ: أجَلْ! إنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلانِ مِنْكُمْ. متفقٌ عَلَيْهِ.

وعن سعدِ بن أَبي وقاصٍ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي، فقلتُ: بَلَغَ بِي مَا تَرَى، وَأنَا ذُو مَالٍ، وَلاَ يَرِثُنِي إِلاَّ ابْنَتِي.. وذَكر الحديث. متفقٌ عَلَيْهِ.

وعن القاسم بن محمد، قَالَ: قالت عائشةُ رضي الله عنها، وَارَأسَاهُ! فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: بَلْ أنَا، وَارَأسَاهُ![1]... وذكر الحديث. رواه البخاري.

باب تلقين المحتضر: لا إله إِلَّاالله

عن معاذ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَ آخِرَ كَلامِهِ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ. رواه أَبُو داود والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

وعن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ. رواه مسلم.

باب مَا يقوله بعد تغميض الميت

عن أُم سلمة رضي الله عنها، قالت: دَخَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبي سَلَمة وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فَأغْمَضَهُ،[2] ثُمَّ قَالَ: إنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ، تَبِعَهُ البَصَرُ[3] فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أهْلِهِ فَقَالَ: لاَ تَدْعُوا عَلَى أنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ، فَإنَّ المَلاَئِكَةَ يَؤمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَة، وَارْفَعْ دَرَجَتهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبهِ في الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ.[4] رواه مسلم.


 



[1] أتى بكلمة إضراب؛ لأنّ معناه دعي ذكر ما تجدينه من وجع رأسك واشتغلي بي إذ لا بأس بك وأنت تعيشين بعدي، عرف ذلك بالوحي. (عمدة القاري)

[2]   دليل على استحباب اغماض الميت وأجمع المسلمون على ذلك، قالوا: والحكمة فيه أن لا يقبح بمنظره لو ترك اغماضه. (نووي)

[3]   معناه إذا خرج الروح من الجسد يتبعه البصر ناظرا أين يذهب. (نووي)

[4]     إفادات: فيه استحباب الدعاء للميت عند موته ولأهله وذريته بأمور الآخرة والدنيا. (نووي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122