باب الحياء وفضله والحث على التخلق به
عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأنْصَار وَهُوَ يَعِظُ[1] أخَاهُ في الحَيَاءِ، فَقَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: دَعْهُ، فَإنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإيمَانِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
وعن عمران بن حصينٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ. متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلمٍ: الحياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ. أَوْ قَالَ: الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ.
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: الإيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأفْضَلُهَا قَوْلُ: "لاَ إلهَ إِلاَّ الله"، وَأدْنَاهَا إمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
"البِضْعُ" بكسر الباءِ ويجوز فتحها: وَهُوَ مِنَ الثَّلاَثَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ. وَ"الشُّعْبَةُ": القِطْعَةُ وَالْخَصْلَةُ. وَ"الإمَاطَةُ": الإزَالَةُ. وَ"الأَذَى": مَا يُؤْذِي كَحَجَرٍ وشوك وَطِينٍ ورماد وَقَذَرٍ وَنَحْو ذلِكَ.
وعن أَبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ في خِدْرِهَا،[2] فَإذَا رَأَى شَيْئاً يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ في وَجْهِه[3]. متفقٌ عَلَيْهِ.